(٢) هذا رد على تعريف العقل بالعلوم الضرورية، ولعل أجمع ما قيل في العقل قول الغزالي بعدم إمكان حده بحد واحد؛ لأن العقل مشترك فيطلق على عدة معان: الأول: يطلق على بعض العلوم الضرورية. الثاني: يطلق على الغريزة التي يتهيأ بها الإنسان لدرك العلوم النظرية. الثالث: يطلق على العلوم المستفادة من التجربة، فإن من حنكته التجربة يسمى عاقلاً ومن لم تحنكه لا يسمى عاقلاً. الرابع: يطلق على من له وقار وهيبة وسكينة في جلوسه وكلامه وهو: عبارة عن الهدوء فيقال: فلان عاقل أي: فيه هدوء. الخامس: يطلق على من جمع العمل إلى العلم حتى أن المفسد لا يسمى عاقلاً ولا يقال للكافر: عاقل، وإن كان محيطًا بجملة العلوم الطبية والهندسية. انظر: المستصفى للغزالي ١/ ٢٣. فعلى هذا تكون هذه التعاريف وغيرها من التعاريف التي ذكرها المؤلف هي باعتبار أحد مسميات العقل. (٣) انظر الخلاف في محل العقل في: العدة للقاضي أبي يعلى ١/ ٨٩ - ٩٤ شرح الكوكب المنير ١/ ٨٣، المسودة ص ٥٥٩، ٥٦٠، شرح التنقيح للمسطاسي ص ٢٤، أدب الدنيا والدين للماوردي ص ٢٠. (٤) في ط: "كقوله". (٥) سورة الحج ٤٦. (٦) في ز: "وقول من قال: محله القلب هو لمالك ... إلخ".