للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والعطش واللذة والألم (١) يتصف بها من لا عقل له: كالأطفال، والمجانين، والبهائم (٢).

قوله: (حكم العقل) اختلف العلماء في محل العقل (٣) على ثلاثة أقوال:

قيل: محله القلب؛ لقوله (٤) تعالى: {فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} (٥) [قاله مالك (٦) وجمهور الفقهاء.


(١) في ط: "واللام".
(٢) هذا رد على تعريف العقل بالعلوم الضرورية، ولعل أجمع ما قيل في العقل قول الغزالي بعدم إمكان حده بحد واحد؛ لأن العقل مشترك فيطلق على عدة معان:
الأول: يطلق على بعض العلوم الضرورية.
الثاني: يطلق على الغريزة التي يتهيأ بها الإنسان لدرك العلوم النظرية.
الثالث: يطلق على العلوم المستفادة من التجربة، فإن من حنكته التجربة يسمى عاقلاً ومن لم تحنكه لا يسمى عاقلاً.
الرابع: يطلق على من له وقار وهيبة وسكينة في جلوسه وكلامه وهو: عبارة عن الهدوء فيقال: فلان عاقل أي: فيه هدوء.
الخامس: يطلق على من جمع العمل إلى العلم حتى أن المفسد لا يسمى عاقلاً ولا يقال للكافر: عاقل، وإن كان محيطًا بجملة العلوم الطبية والهندسية.
انظر: المستصفى للغزالي ١/ ٢٣.
فعلى هذا تكون هذه التعاريف وغيرها من التعاريف التي ذكرها المؤلف هي باعتبار أحد مسميات العقل.
(٣) انظر الخلاف في محل العقل في: العدة للقاضي أبي يعلى ١/ ٨٩ - ٩٤ شرح الكوكب المنير ١/ ٨٣، المسودة ص ٥٥٩، ٥٦٠، شرح التنقيح للمسطاسي ص ٢٤، أدب الدنيا والدين للماوردي ص ٢٠.
(٤) في ط: "كقوله".
(٥) سورة الحج ٤٦.
(٦) في ز: "وقول من قال: محله القلب هو لمالك ... إلخ".