للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقال على الحكم والأمر (١): كقوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إلا إِيَّاهُ} (٢).

ويقال على الفعل: كقوله تعالى: {فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ} (٣)، ومنه قول الشاعر:

وعليهما (٤) مبرودَتان (٥) قضاهما (٦) ... داود أو صَنْعُ (٧) السَّوابغ تبَّعُ (٨)


(١) في ط: "على الأمر والحكم".
(٢) سورة الإسراء آية رقم (٢٣).
(٣) سورة طه آية رقم (٧٢).
(٤) في ز: "وعلينا".
(٥) في ط وز: "مسردتان".
(٦) المثبت من ط وز، وفي الأصل: "قضا فيهما".
(٧) في ط: "وصنع".
(٨) قائل هذا البيت هو أبو ذؤيب خويلد بن خالد الهذلي، هلك له بنون خمسة في عام واحد أصابهم الطاعون، وتوفي رحمه الله في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهذا البيت من قصيدة له مطلعها:
أمِنَ المَنونِ ورَيْبها تتَوَجّعُ ... والدهرُ ليسَ بمعتبٍ من يجزعُ
إلى أن قال:
وعليهما ماذِيَّتَانِ قَضَاهُما ... داودُ أو صَنْعُ السوابِغِ تبَّعُ
وفي المعاني الكبير:
وتعاورا مسرودتين قضاهما ... داود أو صنع السوابغ تبع
قوله: "وتعاورا مسرودتين" أي: درعين تعاوراهما بالطعن، والتعاور لا يكون إلا من اثنين.
"مسرودتين" السرد: الخرز في الأديم، "قضاهما" فرغ من عملهما.
"الصنع" الحاذق بالعمل وهو هنا تبع، فهو يقول: سمع بأن داود سخر له الحديد فهو يصنع منه ما أراد، وسمع بأن تبعًا عملهما.
انظر: شرح المفصل لابن يعيش ٣/ ٥٨، شرح أشعار الهذليين للسكري ١/ ١، ٣٩، =