للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القيم مع المتلفات، فكما أن القيمة تقوم مقام المتقوم (١) المتقدم (٢) فكذلك يكون هذا الصوم، يقوم مقام الوجوب المتقدم.

وأجيب عن الدليل الأول: وهو قوله تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (٣): بأنه (٤) يعارضه الدليل القطعي الذي قررناه، وهو أنه يؤدي إلى اجتماع النقيضين وهما: الوجوب والتحريم، وإذا تعارض الظاهر والنص القطعي [فإن القطعي] (٥) مقدم على الظاهر.

وأجيب عن الدليل الثاني: وهو كونها تنوي بصومها قضاء رمضان: أنها إنما تنوي رمضان لتمييز هذا الصوم عن غيره من أنواع الصوم؛ لأن العبادة لا بد لها من نية تميزها عن غيرها فتضيف صومها إلى رمضان لتمييز هذا الصوم من سائر أنواع الصوم، أي ليس هذا الصوم تطوعًا، ولا نذرًا، ولا كفارة، ولا صومًا (٦) مبتدأ [الآن، وإنما سببه الترك المتقدم لا تقدم الوجوب] (٧).

وأجيب عن الدليل الثالث: وهو كونها تقضي مقدار ما فات لها: أن الله تعالى جعل التقدير في رمضان سببًا لوجوب مثله بعد رمضان، أي:


(١) في ز: "المقوم".
(٢) "المتقدم" ساقطة من ز.
(٣) سورة البقرة آية رقم (١٨٥).
(٤) في ط: "بأن".
(٥) ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(٦) في ز: "صومها".
(٧) ما بين المعقوفتين ساقط من ط.