للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (وَذَكَاةُ الجَنِينِ بِذَكَاةِ أُمِّهِ إِنْ تَمَّ بِشَعْرٍ) يريد أن البهيمة المأكولة إذا ذكيت فخرج من بطنها جنين ميت، فإنه يؤكل عملًا بقوله عليه الصلاة والسلام: "ذكاة الجنين ذكاة أمه" (١)، يروى برفع (٢) ذكاة الثاني وهو الأصح، والمعنى يحصل بذكاة أمه، ويروى بالنصب (٣) على معنى ذكاة الجنين أن يذكى مثل ذكاة أمه، ثم حذف مثل وما قبله وأقيم المضاف مقام المضاف إليه، فيفتقر الجنين إلى الذكاة في هذا دون الأول، وأشار بقوله: (إِنْ تَمَّ بِشَعْرٍ) إلى أن الحكم الذي ذكره مشروط بكمال خلقته (٤) ونبات شعره. اللخمي: وإن لم تجر فيه حياة (٥) لم تنفع فيه ذكاة أمه ولا يؤكل، وإذا جرت فيه الحياة فإن ذكيت أمه فخرج ميتًا أكل.

قوله: (وَإِنْ خَرَجَ حَيًّا ذُكِّيَ، إِلا أَنْ يُبَادِرَ فَيَفُوتُ) إنما يذكى في هذه الحالة؛ لأنه استقل بحكم نفسه، قاله اللخمي، إلا أن يسبقهم بنفسه من غير تفريط فلا بأس به وهو ظاهر (٦).

قوله: (وَذُكِّيَ المُزْلَقُ إِن حَيِيَ مِثْلُهُ) هذه مسألة العتبية قال فيها: من رواية أبي زيد بن [أبي] الغمر (٧) عن ابن القاسم في بقرة أزلقت ولدها أنه ينظر فإن كان مثل ذلك يحيا


(١) صحيح، أخرجه أبو داود: ٢/ ١١٤، في باب ما جاء في ذكاة الجنين، من كتاب الذبائح، برقم: ٢٨٢٨، والترمذي: ٤/ ٧٢، في باب ذكاة الجنين، من كتاب الأطعمة، برقم: ١٤٧٦، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجه: ٢/ ١٠٦٧، في باب ذكاة الجنين ذكاة أمه، من كتاب الذبائح، برقم: ٣١٩٩، والحاكم: ٤/ ١٢٧، برقم: ٧١٠٩، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. جاء هذا الحديث من طرق عدة انظر الكلام عليها: نصب الراية: ٤/ ١٨٩ وما بعدها.
(٢) في (ز): (بنصب).
(٣) في (ز)، و (ز ٢): (بالرفع).
(٤) في (س): (خلقه).
(٥) قوله: (تجر فيه حياة) يقابله في (ن ٢): (توجد).
(٦) انظر: التبصرة، للخمي، ص: ١٥٤٠.
(٧) قوله: (أبي زيد بن [أبى] الغمر) ساقط من (ن). وفي (س) و (ز): (أبي زيد بن العمر) ولعله تصحيف إذ هو: أبو زيد، عبد الرحمن بن عمر بن أبي الغمر، المتوفى سنة ٢٣٤ هـ، رأى مالكًا، ولم يأخذ منه شيئًا، وهو راوية الأسدية، كان فقيهًا مفتيًا، لا يرى مخالفة ابن القاسم. من آثاره مختصر للأسدية. وله سماع من ابن القاسم قيل بأنه متضمن في كتاب المجالس وهو سؤالاته لابن القاسم.=

<<  <  ج: ص:  >  >>