للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (لا جُرْحًا بَرِئَ، أَوْ خُلِقَ غَائِرًا) أي: فلا يجب غسل داخله؛ لأن ذلك شبيه بالباطن الذي لا يطلب من المكلف غسله.

قوله: (وَيدَيْهِ بِمِرْفَقَيْهِ) الفريضة الثانية غسل اليدين، و (١) (بمرفقيه) أي: مع مرفقيه، فالباء (٢) فيه بمعنى مع، كقولك (٣): اشتريت العبد بمالة؛ أي: مع ماله، ودخولهما في غسل يديه (٤) هو المشهور، وقيل: لا يدخلان، وعن أبي الفرج (٥) أن دخولهما واجب لا لنفسه (٦).

قوله: (وَبَقِيةِ مِعْصَمِ إِنْ قُطِعَ) يريد أن المعصم إذا قطع وبقيت منه بقية متصلة بالمرفق فإنه يجب غسلها (٧)، فلو لم يبقَ شيء فلا يجب.

قوله: (كَكَفٍّ بِمَنكبٍ) يريد أن من خلق كفه في منكبه بلا عضد ولا ساعد، فإنه يجب عليه (٨) غسل ذلك الكف، وهكذا قال في السليمانية.

قوله: (بِتَخْلِيلِ أَصَابِعِهِ) أي: مع تخليل أصابعه، وهذا هو المشهور، نص عليه ابن راشد (٩).


(١) زاد بعده في (ن): (قوله).
(٢) قوله: (أي: مع مرفقيه فالباء) يقابله في (ن): (الباء).
(٣) في (ن): (كقوله).
(٤) قوله: (يديه) ساقط من (س).
(٥) هو: أبو الفرج، عمر، وقيل: عمرو، بن محمد بن عمرو الليثي، البغدادي، القاضي، المتوفى سنة ٣٣٠ هـ، وقيل: ٣٣١ هـ، نشأته ببغداد، صحب القاضي إسماعيل، وتفقَّه معه، ولي قضاء طرسوس، وصنف "الحاوي في مذهب مالك"، و "اللمع" روى عنه أبو بكر الأبهري. انظر ترجمته في: ترتيب المدارك، لعياض: ٥/ ٢٢، والديباج، لابن فرحون: ٢/ ١٢٧، وشجرة النور، لمخلوف، ص: ٧٩.
(٦) انظر: النوادر والزيادات: ١/ ٣٤، والمنتقى، للباجي: ١/ ٢٧٤.
(٧) في (س): (يغسلها).
(٨) قوله: (عليه) ساقط من (ن).
(٩) في (ن) و (ن ٢): ابن رشد، وانظر: لباب اللباب، لابن راشد، ص: ١٥.
وابن راشد هو: أبو عبد الله، محمد بن عبد الله بن راشد البكري، القفصي، التونسي، المتوفى سنة ٧٣٦ هـ، رحل إلى المشرق فتفقه بناصر الدين الإبياري تلميذ ابن الحاجب المأذون له في إصلاح كتاب "جامع الأمهات"، وتفقَّه أيضًا بضياء الدين ابن العلاف، وشهاب الدين القرافي، ولازمه وانتفع به، وأجازه بالإمامة في الفقه وأصوله، وكان المترجم عالمًا بالعربية، وتعبير الرؤيا، وغير =

<<  <  ج: ص:  >  >>