للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسحاقي، وناصر الدين التنسي.

وهذا الترجيح الأخير هو الذي اخترناه؛ خاصةً وأنَّ بعضَ الروايات تحكي عن خليل أنه شارك في معركة استرجاع الإسكندرية من العدو، مع أن هذه المعركة لم تقع إلا بعد سبعين وسبعمائة من الهجرة (١).

رحم الله أبا الضياء ونور مرقده وأدام بركة ما سطَّره آمين .. آمين.

- ثناء العلماء عليه:

خلَّف الشيخ خليل رحمه الله آثارًا تشهد برسوخ قَدَمِه، وعُلُوِّ كَعْبِه، وفي شيُوعِها وتلقي الناس لها بالقبول في حياته، ورجوعهم إليه بعد مماته، ما يغني عن تتبع ثنائهم -في مصنفاتهم- عليه، ولكن جريان العادة على ذكر طائفة من ذلك الثناء العاطر، يجعلُنا نقتنص بعضها من بطون المراجع والمصادر، إثباتًا لفضل العلماء، وحثًّا لأتْبَاع على الاقتداء، فنذكر فيما يلي من ثناء العلماء عليه، ما يوصلنا بأسباب الحب في الله إليه، ومنه قول ابن حجر "كان صيِّنًا عفيفًا نزِهًا" (٢).

وقول ابن فرحون "كان رحمه الله صدرًا في عُلماء القاهرة، مجمَعًا على فضله وديانته، أستاذًا ممتعًا من أهل التحقيق، ثاقب الذهن، أصيلَ البحث، مشاركًا في فنون من العربية والحديث والفرائض، فاضلًا في مذهب مالك، صحيح النقل" (٣).

وقول ابن مرزوق الحفيد أن خليلًا كان "من أهل الدين والصلاح والاجتهاد في العلم إلى الغاية" (٤).

ووصف زروق له بفريد وقته عِلمًا وديانة (٥).

وقول ابن غازي "كان عالمًا عاملًا مشتغلًا بما يعنيه" (٦).

وقول بدر الدين القرافي "الإمام العامل العلامة، القدوة الحجة الفهامة، جامع


(١) السابق، ص: ١٧٠.
(٢) انظر: الدرر الكامنة، لابن حجر: ٢/ ٢٠٧.
(٣) انظر: الديباج المذهب، ص: ١٨٦.
(٤) انظر: نيل الابتهاج، للتُنْبُكتِي: ١/ ١٨٤.
(٥) انظر: شرح زروق على الرسالة، ص: ١٠.
(٦) انظر: شفاء الغليل، لابن غازي: ١/ ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>