للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمدًا)، ومراده أن من نوى القصر فأتم هو ومأمومه عمدًا (١) فإن صلاتهم تبطل، وهو الأصح، وقيل: تصح، وقيل: يعيدون في الوقت.

قوله: (وَسَهْوًا أَوْ جَهْلًا فَفِي الْوَقْتِ) يعني: فإن نوى القصر فأتمَّ سهوًا أو جهلًا فإنه يعيد الصلاة (٢) في الوقت، وحكى في اللباب فيها (٣) ثلاثة أقوال: الإعادة في الوقت لابن القاسم، وأبدًا لسحنون، والتفرقة لمحمد إن أتم عمدًا أعاد أبدًا، وإن أتم سهوًا سجد للسهو (٤) من غير إعادة (٥).

قوله: (وَسَبَّحَ مَأمُومُهُ) أي: فإن أحرم الإمام على القصر فقام بعد اثنتين (٦) سهوًا فإن مأمومه (٧) يسبح به ليرجع إليهم فإن رجع سجد لسهوه (٨) وصحت صلاته، وإن تمادى لَمْ يتبعوه كمن قام إلى خامسة، وقاله في المدونة (٩)، وإليه أشار بقوله: (ولا يتبعه ويسلِّمْ (١٠) المسافر بسلامه)؛ أي: بل (١١) يصبر حتى يتم صلاته فيسلم معه، ولا تأثير لنية الدخول، نص عليه في المقدمات (١٢).

قوله: (وَأَتَمَّ غَيْرُهُ بَعْدَهُ أَفْذَاذًا) أي: وأما غير المسافر وهم المقيمون فيتمون بعد سلام الإمام أفذاذًا.

قوله: (وَأَعَادَ فَقَطْ بِالْوَقْتِ) أي: وأعاد الإمام وحده في الوقت، وقاله في المدونة (١٣)، ولم يعد من خلفه؛ لأنهم لَمْ يتبعوه في سهوه، وخرَّج ابن رشد قولًا بأنهم


(١) قوله: (عمدًا) ساقط من (ن) و (ن ٢).
(٢) قوله: (الصلاة) ساقط من (ن ٢).
(٣) قوله: (اللباب فيها) يقابله في (ن ٢): (الكتاب)، وقوله فيها) ساقط من (ن)، وفي (ز): (فيهما).
(٤) في (ن ٢): (لسهوه)، وفي (ز) و (س): (السهو).
(٥) انظر: التوضيح: ٢/ ١٣.
(٦) في (ز) و (س): (اثنين).
(٧) في (ز ٢): (فإنه).
(٨) في (س): (للسهو).
(٩) انظر: المدونة، دار صادر: ١/ ١٢٢.
(١٠) في (س) و (ن): قوله: (وسلم).
(١١) قوله: (بل) ساقط من (س) و (ن) و (ن ٢).
(١٢) قوله: (ولا تأثير لنية ... في المقدمات) زيادة من (ن ٢).
(١٣) انظر: المدونة، دار صادر: ١/ ١٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>