للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جِسْمٌ غَيْرُ حَيٍّ وَمُنْفَصِلٍ عَنْهُ) يعني المراد بالجماد: كل جسم غير حي ومنفصل عن حي، ولعلّه يريد بالحي الحيوان، وليس المراد أن كل جسم خالٍ عن الحياة حكمه الطهارة لدخول الميتة في ذلك؛ لأنها جسم غير حي، واحترز بغير المنفصل من المنفصل منه؛ لأنه (١) قد يكون طاهرًا، وقد يكون نجسًا كما سيأتي إن شاء الله.

قوله: (إِلَّا المسْكِرَ) أي: فإنه نجس. يريد: سواء كان من العنب أو من (٢) غيره، وهو المشهور خلافًا لابن لبابة (٣) وابن الحداد (٤)، وعلى الأول جمهور العلماء.

قوله: (وَالحْي وَدَمْعُهُ وَعَرَقُهُ وَلُعَابُهُ وَمُخَاطُهُ) وذلك لأنَّ (٥) كل حي من سائر الحيوانات عندنا طاهر على المشهور؛ خلافًا لعبد الملك (٦) وسحنون في نجاسة الخنزير


(١) في (ن): (فإنه).
(٢) قوله: (من) ساقط من (س) و (ن ٢).
(٣) انظر: المقدمات الممهدات: ١/ ٢٢٦، وابن لبابة هو: أبو عبد الله، محمد بن عمر بن لبابة القرطبي، المتوفي سنة ٣١٤ هـ، روى عن أصبغ بن خليل، ويحيى بن مزين، والعتبي، وابن مطروح، وابن وضاح وغيرهم، وكان إمامًا في الفقه مقدمًا على أهل زمانه في حفظ الرأي والبصر بالفتيا، كان اعتماده على العتبي وابن مزين، وأخذ عنه ابن مسرة التجيبي وآخرون، انظر ترجمته في: المدارك، لعياض: ٥/ ١٥٣، والديباج، لابن فرحون: ٢/ ١٨٩، وشجرة النور، لمخلوف: ١/ ٨٦، وتاريخ علماء الأندلس، لابن الفرضي، ص: ٣٢٠، وجذوة المقتبس، للحميدي: ٦٧، وبغية الملتمس، للضبي، ص: ١٠٥.
(٤) هو: أبو العباس، أبو أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن خليل البلنسي، الأنصاري، المعروف بابن الحداد، المتوفى سنة ٤٧٨ هـ، له رحلة إلى المشرق، لقي أبا الأصبغ في طنجة وناظره في بعض المسائل، وصنف رسالة سماها "رسالة الامتحان لمن برز في علم الشريعة والقرآن". انظر ترجمته في: الديباج، لابن فرحون: ١/ ١٢٣، والتكملة، لابن الأبار: ١/ ٢٩، وتاريخ الإسلام، للذهبي: ٣٢/ ٢١٩.
(٥) قوله: (لأنَّ) ساقط من (ن ٢).
(٦) هو: أبو مروان، وقيل أبو دينار، عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون، واسم الماجشون ميمون، وكنيته أبو سلمة، المدني، الفقيه، المتوفى سنة ٢١٣ أو ٢١٤ هـ، دارت عليه الفتوى في أيامه إلى موته وكان ضرير البصر، ويقال عمي آخر عمره، وبيته بيت علم وخير، أخذ عنه ابن حبيب وسحنون. انظر ترجمته في: ترتيب المدارك، لعياض: ٣/ ١٣٦، والديباج، لابن فرحون: ٢/ ٦، وشجرة النور، لمخلوف، ص: ٥٦، والانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء، لابن عبد البر، ص: ١٠٤، وطبقات الفقهاء، للشيرازي، ص: ١٤٨، والطبقات =

<<  <  ج: ص:  >  >>