الْفَائِدَة الأُولَى: فيها دَليل على اعتِرافهم بأنهم مُقلِّدون ولَيْسوا مَتبوعين؛ لقوله تعالى:{رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا}.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أن التَّقليد لا يُعنِي من العَذاب، ولو كان كلام الكُبَراء والزُّعَماء، وقد بيَّن لهم الحقَّ، فإذا خالَفوه لأَجْل مُوافَقة زُعمائهم فإن ذلك لا يُنْجِيهم من العذاب.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: تَحريم تَقليد العالِم إذا تبيَّن النصُّ، وهذا يؤخذ من أن اللَّه تعالى عذَّب هؤلاء على تقليد كُبَرائهم وزُعَمائهم في مخُالَفة الحقِّ، فإذا تَبيَّن لك الحقُّ فلا تَقُل: قال العالم الفُلانيُّ. وقال الإمامُ الفُلانيُّ. فتكون مُشابِهًا لأهل النار الذين قالوا:{إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا}.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: جَواز نِسبة الشيء إلى سببه؛ لقولهم:{فَأَضَلُّونَا}، مع أن الذي يُضِلُّ ويَهدي حقيقةً هو اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، لكن هؤلاء الكُبَراء صاروا سببًا للإضلال، فنُسِب الإِضْلال إليهم.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: الرَّدُّ على القدَرِّية في قولهم: {أَطَعْنَا}، وقولهم:{فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا}.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: أن مُوالاتَهم لهؤلاء الكُبَراء والسادة ستَنقَلِب يوم القيامة عَداوةً؛ لقولهم:{رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا}.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: تَحذيرُ مَن حولَ وُلاة الأُمور والولاة سَواءٌ كانوا وُزراءَ أو مُدراءَ أو أَكبَرَ من ذلك، ففيها تَحذيرُ مَن كان حولَهم أن يَتَّبِعَهم في مَعصية اللَّه تعالى، وأنه سيَأتي اليوم الذي يَندَم فيه، ويَتبَرَّأ ويَدعو عليهم بمِثْل هذا الدُّعاءِ.