أي: إنّ الذنوب إذا تتابعت على القلوب أغلقتها، وإذا أغلفتها أتاها حينئذ الخَتْم من قبل الله عز وجلّ والطبع، فلا يكون للإيمان إليها مَسْلك، ولا للكفر منها مَخْلَص، فذلك هو الطَّبع، والختم الذي ذكره الله تبارك وتعالى في قوله: (خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ)، نظيرُ الطبع والختم على ما تدركه الأبصار من الأوعية والظروف، التي لا يوصَل إلى ما فيها إلا بفضِّ ذلك عنها ثم حلّها. فكذلك لا يصل الإيمان إلى قلوب من وَصَف الله أنه ختم على قلوبهم، إلا بعد فضِّه خَاتمَه وحلِّه رباطَه عنها. (٢) رواه أحمد في المسند ٧٩٣٩ (٢: ٢٩٧ حلبي)، ورواه الحاكم ٢: ٥١٧، ورواه الترمذي ٤: ٢١٠، وابن ماجه ٢: ٢٩١. (٣) تفسير الطبري: ١/ ٢٦ - ٢٦١. (٤) ينظر: تفسير الطبري: ١/ ٢٦٥، والقول لحجاج ساقه ساقه ابن كثير في تفسيره ١: ٨٥، والشوكاني ١: ٢٨. (٥) ذكره أبو علي الفارسي في "الحجة" عن قوم من المتأولين، ١/ ٣٠١. (٦) التفسير البسيط: ٢/ ١١٤. (٧) تفسير ابن عثيمين: ١/ ٣٧. (٨) تفسير الثعلبي: ١/ ١٥٠. (٩) تفسير ابن عثيمين: ١/ ٣٧. (١٠) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٤٧، "تهذيب اللغة" (سمع) ٢/ ١٧٥٦، والثعلبي ١/ ٤٨/ب، "تفسير أبي الليث" ١/ ٩٣، "زاد المسير" ١/ ٢٨، والقرطبي ١/ ١٦٥. وقيل: وحد السمع، لأن المسموع واحد وهو الصوت، وقرئ شاذا {وعلى أسماعهم}. انظر. "الفتوحات الإلهية" ١/ ١٥.