للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثالث: أنه مَلَكٌ ينعق بالغيث، كما ينعق الراعي بغنمه، فَسُمِّيَ الصوتُ رعداً باسم ذلك المَلك، قاله أبو خطاب البصري (١)، وابن عباس (٢)، ومجاهد (٣)، وعكرمة (٤)، والخليل، وروي عن أبي صالح (٥) وقتادة (٦)، وعلي بن أبي طالب (٧)، مثل ذلك.

و(الرعد) (٨): هو الصوت الذي يسمع من السحاب، وروي "أنه ملك يسوق السّحاب" (٩)، وقيل رَعَدَتِ السّماءُ وبرقت، وأَرْعَدَتْ وأبرقت، ويكنّى بهما عن التّهدّد. ويقال: صلف تحت رَاعِدَةٍ (١٠): لمن يقول ولا يحقّق. والرِّعْدِيدُ: المضطرب جبنا، وقيل: أُرْعِدَتْ فرائصه خوفا (١١).

قوله تعالى: {وبرقٌ} [البقرة: ١٩]، أي: " وبرقٌ خاطف" (١٢).

قال ابن زيد: " هذا أيضًا مثلٌ ضربه الله للمنافقين، كانوا قد استناروا بالإسلام، كما استنارَ هذا بنور هذا البرق" (١٣).

وقال عطاء: " مثَل ضُرِبَ للكافر" (١٤).

قال الضحاك: "البرق فالإيمان. عني بذلك أهل الكتاب" (١٥).

وفي تفسير (البرق) أقوال:

أحدهما: أن البرق ماء. قاله ابن عباس (١٦).

والثاني: أن البرق مخاريق الملائكة. قاله. علي (١٧)، وابن عباس (١٨)، وروي عن أبي هريرة (١٩) والربيع (٢٠)، وكعب (٢١) ومجاهد (٢٢)، وابن جريج (٢٣)، مثل ذلك.

والثالث: وقيل: هو سوطٌ من نور يُزجي به الملكُ السحابَ. قاله ابن عباس (٢٤).

قال الطبري: " وقد يحتمل أن يكون ما قاله علي بن أبي طالب وابن عباس ومجاهد بمعنى واحد. وذلك أن تكون المخاريقُ التي ذكر عليّ رضي الله عنه أنها هي البرق، هي السياط التي هي من نور، التي يُزجي


(١) أنظر: تفسير الطبري (٤٢٣): ص ١/ ٣٣٩.
(٢) أنظر: تفسير الطبري (٤٢٤)، (٤٢٥)، و (٤٢٦)، و (٤٢٧)، و (٤٣٤)، و (٤٣٦): ص ١/ ٣٣٩ - ٣٤١.
(٣) أنظر: تفسير الطبري (٤١٩)، و (٤٢٠)، و (٤٢١)، و (٤٢٩)، و (٤٣٢): ص: ١/ ٣٣٨ - ٣٤٠.
(٤) أنظر: تفسير الطبري (٤٢٩)، و (٤٣١)، و (٤٣٥): ص ١/ ٣٤٠ - ٣٤١.
(٥) أنظر: تفسير الطبري (٤٢٢): ص ١/ ٣٣٨.
(٦) أنظر: تفسير الطبري (٤٣٠): ص ١/ ٣٤٠.
(٧) أنظر: تفسير الطبري (٤٣٣): ص ١/ ٣٤٠.
(٨) ينظر: المفردات في غريب القرآن، الراغب: ٣٥٧.
(٩) أخرجه أحمد، والترمذي وصححه، والنسائي وغيرهم عن ابن عباس قال: أقبلت يهود إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم، إنا نسألك عن خمسة أشياء ... ثم قالوا: أخبرنا ما هذا الرعد؟ قال: ملك من ملائكة الله موكّل بالسحاب، بيده مخراق من نار، يزجر به السحاب، يسوقه حيث أمره الله ... إلخ. انظر: الدر المنثور ٤/ ٦٢١، وعارضة الأحوذي ١١/ ٢٨٤ وقال الترمذي حسن غريب، ومسند أحمد ١/ ٢٧٤.
(١٠) هذا مثل يقال للذي يكثر الكلام ولا خير عنده. انظر: المجمل ٢/ ٣٨٥، والمستقصى ٢/ ٩٦.
(١١) ينظر: المجمل ٢/ ٣٨٥.
(١٢) صفوة التفاسير: ١/ ٣١.
(١٣) أخرجه الطبري (٤٦٢): ص ١/ ٣٥١.
(١٤) أخرجه الطبري (٤٦٤): ص ١/ ٣٥١.
(١٥) أنظر: تفسير ابن أبي حاتم (١٩٥): ص ١/ ٥٥، وتفسير الطبري (٤٦٠): ص ١/ ٣٥٠.
(١٦) أنظر: تفسير ابن أبي حاتم (١٨٨): ص ١/ ٥٥. وتفسير الطبري (٤٤٣)، و (٤٤٤): ص ١/ ٣٤٣، وفي رواية اخرى عنه عند ابن أبي حاتم: (١٨٩): ص ١/ ٥٥: " البرق من تلالؤ الماء".
(١٧) أنظر: تفسير ابن أبي حاتم (١٩٠): ص ١/ ٥٥، وتفسير الطبري (٤٣٩): ص ١/ ٣٤٢ - ٣٤٣.
(١٨) تفسير الطبري (٤٤٠): ص ١/ ٣٤٣.
(١٩) أنظر: تفسير ابن أبي حاتم (١٩١): ص: ١/ ٥٦.
(٢٠) أنظر: تفسير ابن أبي حاتم (١٩٢): ص: ١/ ٥٦.
(٢١) أنظر: تفسير ابن أبي حاتم (١٩٣): ص: ١/ ٥٦.
(٢٢) أنظر: تفسير ابن أبي حاتم (١٩٤): ص: ١/ ٥٦.
(٢٣) أنظر: تفسير الطبري (٤٥٠): ص ١/ ٣٤٤.
(٢٤) أنظر: تفسير الطبري (٤٤٢): ص ١/ ٣٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>