للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الطبري: "وإنما سماه الله (أمنا)، لأنه كان في الجاهلية معاذا لمن استعاذ به، وكان الرجل منهم لو لقي به قاتل أبيه أو أخيه، لم يهجه ولم يعرض له حتى يخرج منه، وكان كما قال الله جل ثناؤه: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} [العنكبوت: ٦٧] " (١).

وقد روي عن ابن زيد في قوله: " {وأمنا} قال، من أم إليه فهو آمن، كان الرجل يلقى قاتل أبيه أو أخيه فلا يعرض له" (٢).

وعن الربيع: " قوله: {وأمنا}، يقول: أمنا من العدو أن يحمل فيه السلاح، وقد كان في الجاهلية يتخطف الناس من حولهم وهم آمنون لا يُسبَوْن" (٣).

وعن السدي: أما {أمنا}، فمن دخله كان آمنا" (٤).

وقال مجاهد: "تحريمه، لا يخاف فيه من دخله" (٥). وروي عن ابن عباس نحو ذلك (٦).

قوله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: ١٢٥]، "أي وقلنا لهم اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى" (٧).

واختلف في تفسير قوله تعالى: {مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ} [البقرة: ١٢٥]، على أقوال (٨):

أحدها: أن {مقام إبراهيم}، هو الحج كله. وهو قول ابن عباس (٩)، ومجاهد (١٠)، وعطاء (١١)، والشعبي (١٢).

الثاني: أنه عرفة والمزدلفة والجمار. وهو قول عطاء بن أبي رياح (١٣)، وروي عن ابن عباس (١٤)، مجاهد (١٥)، والشعبي (١٦)، نحو ذلك.

الثالث: أنه الحرم كله (١٧). وهو قول مجاهد (١٨)، والنخعي (١٩)، وكذا رواه الكلبي عن أبي صالح (٢٠) عن ابن عباس (٢١).


(١) انظر: تفسير الطبري: ٢/ ٢٩.
(٢) أخرجه الطبري (١٩٧٩): ص ٢/ ٢٩.
(٣) أخرجه الطبري (١٩٨٢): ص ٢/ ٢٩.
(٤) أخرجه الطبري (١٩٨٠): ص ٢/ ٢٩.
(٥) أخرجه الطبري (١٩٨١): ص ٢/ ٢٩.
(٦) انظر: تفسير الطبري (١٩٨٣): ص ٢/ ٣٠.
(٧) تفسير المراغي: ١/ ٢١١.
(٨) انظر: تفسير الطبري: ٢/ ٣٣ - ٣٧، وتفسير ابن أبي حاتم: ١/ ٣٧١ وزاد المسير لابن الجوزي: ١/ ١٤١، النكت والعيون للماوردي: ١/ ١٨٧، وتفسير ابن كثير: ١/ ٤١٣ - ٤١٨.
(٩) انظر: تفسير الطبري (١٩٩٠): ص ٢/ ٣٣.
(١٠) انظر: تفسير الطبري (١٩٩١): ص ٢/ ٣٣.
(١١) انظر: تفسير الطبري (١٩٩٢): ص ٢/ ٣٣.
(١٢) انظر: العيون للماوردي: ١/ ١٨٧.
(١٣) انظر: تفسير الطبري (١٩٩٣): ص ٢/ ٣٣.
(١٤) انظر: تفسير الطبري (١٩٩٥): ص ٢/ ٣٣.
(١٥) انظر: تفسير الطبري (١٩٩٤): ص ٢/ ٣٣.
(١٦) انظر: تفسير الطبري (١٩٩٦): ص ٢/ ٣٣.
(١٧) الكشف والبيان للثعلبي: ١/ ١٤٨ ب، البسيط للواحدي: ١/ ٨٦ أ، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: ٢/ ١١٣، البحر المحيط لأبي حيان: ١/ ٣٨١.
(١٨) انظر: تفسير الطبري (١٩٩٨): ص ٢/ ٣٤.
(١٩) هو: أبو عمران إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي، ثقة فقيه، ورع عابد، كان يرسل ويدلس، توفي عام: ٩٦ هـ. انظر: تهذيب الكمال للمزي: ٢/ ٢٣٣، المراسيل لابن أبي حاتم: ٨، جامع التحصيل للعلائي: ١٦٨، تهذيب التهذيب لابن حجر: ١/ ١٧٧.
(٢٠) هو: أبو صالح باذان، ويقال: باذام مولئ أم هانئ، تابعي صاحب تفسير، متكلم فيه: وثقه العجلي، وقال ابن معين: لا بأس به، وأبى رد حديثه يحمى القطان، وروى عنه شعبة وروايته عنه تعديل كما يقول ابن تيمية. وترك حديثه ابن مهدي والجوزجاني وأبو حاتم والنسائي، واتهمه الأزدي بالكذب، وقال الحافظ: ضعيف يدلس. انظر: الضعفاء للنسائي: ٢٣، الضعفاء للبخاري: ٢٣، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: ١/ ٤٣٧، مجموع الفتاوى لابن تيمية: ٢٤/ ٣٥٠، تهذيب الكمال للمزي: ٤/ ٦، تهذيب التهذيب لابن حجر: ١/ ٤١٦.
(٢١) لم أهتدِ إلى من ذكر قول ابن عباس هذا من طريق الكلبي عن أبي صالح. وقد عزاه لابن عباس القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: ٢/ ١١٣، وابن الجوزي في زاد المسير: ١/ ٢٤١، والكوكباني في تفسير المنان: ٢/ ١٢٩٢، وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ٢٢٣ عن ابن عباس، وعزاه لعبد بن حميد وابن أبي حاتم، لكن الذي عند ابن أبي حاتم في التفسير: ١/ ٣٧١ رقم: ١٢٠٧ عن مجاهد عن ابن عباس، وهو الذي أورده ابن كثير في التفسير: ١/ ٢١١، والعيني في عمدة القاري: ٩/ ٢١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>