للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لما رأيت نساءنا ... يفصحن بالمعزاء شداً

وبدت لميس كأنها ... بدر السماء إذا تبدى

وبدت محاسنها التي ... تخفي، وكان الأمر جداً

نازلت كبشهم ولم ... أر من نزال الكبش بداً

هم ينذرون دمي وأنذر ... ن لقيت بأن أشدا

كم من أخ لي صالح ... بوأته بيدي احداً

ما إن جزعت ولا هلعت ... ولا يرد بكاي زنداً

ألبسته أثوابه ... وخلقت بوم خلقت جلداً

أغني غناء الذاهبين ... أعد للأعداء عدا

ذهب الذين أحبهم ... وبقيت مثل السيف فرداً (١)

فالشاعر في مقام الفخر بانتصار قومه على قبيلتي "كعب"، ونهد اللتين أغارتا على قومه طالبين قتله، وقد خرج إليهم غير عابيء بجموعهم، فنازل رئيسهم وهزمهم.

انظر: كيف صور تجربته في صد الأعداء أصدق تصوير، فقد بدأ قصيدته بأن الجمال الظاهر أمر زائل لا يهمه، فهو لا يعبأ بظاهر الجمال الزائلة المتمثلة في البرود والمآزر، ولكنه يهتم بجميل الأفعال، وحميد الخصال، وجليل المناقب والمآثر التي تورث المجد، وتكسب الفضل.

فقد أعد لحماية أرضه وعرضه فرساً كريماً عداء قوياً متيناً، ودروعاً سابغة، وسيفاً ماضياً، لأنه يعلم أنه سيقاتل كعباً ونهداً المعروفتين بقوة الشكيمة، والاستعداد للحروب، وكل امرئ ص ١٠٧ يوم اللقاء بما استعد به من أدوات الحرب.


(١) ... ديوان الحماسة، جـ ١، ص ٥٧ - ٦٠.

<<  <   >  >>