للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[١ - الفاعلية]

وهي: أن يسند الفعل المبني للمفعول إلى الفاعل، وذلك كما في قولك:

ماء مغمور، وسيل مفعم، فالماء لا يكون مغمورًا، وإنما هو غامر، والسيل لا يكون مفعمًا - بفتح العين - وإنما هو مفعم - بكسر العين - وذلك لأن الماء هو فاعل الغمر، والسيل هو فاعل الإفعام فاسم المفعول هذا بمعنى اسم الفاعل، وهو مجاز عقلي علاقته الفاعلية.

ومنه: قول الله تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا} (١).

فمستور هنا بمعنى ساتر، لأن الحجاب ساتر وليس مستوراً، فاسم المفعول هنا بمعنى اسم الفعل، وهو مجاز عقلي علاقته الفاعلية.

ومنه قول الله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (٢)} أي آتيا، فاسم المفعول هنا: وهو: (مأتى) بمعنى اسم الفاعل، أي: (آت)، فقد اسند اسم المفعول إلى ضمير اسم الفاعل على سبيل المجاز العقلي، والعلاقة هي الفاعلية.


(١) ... الإسراء: ٩.
(٢) ... مريم: ٦١.

<<  <   >  >>