للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٢ - المفعولية]

وهي: أن يسند الفعل المبني للفاعل إلى المفعول به، وذلك كما في قوله الله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} (١) فالعيشة مرضية، وليست راضية، لأن الذي يرضى هو صاحب العيشة، لأن الأصل: رضي الإنسان عيشته، فالعيشة مفعول به، وليس فاعلًا، فاسم الفاعل هنا بمعنى اسم المفعول، فهو من إسناد اسم الفاعل إلى ضمير اسم المفعول، على سبيل المجاز العقلي، والعلاقة هي المفعولية.

وكما في قول الله تعالى: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا} (٢)، والحرم مأمون، وليس آمنا، فقد أسند الأمن إلى الحرم، وكان حقه أن يسند إلى أهل الحرم. فآمن هنا: بمعنى مأمون، فكأنه أسند اسم الفاعل إلى ضمير اسم المفعول، فهو مجاز عقلي علاقته بالمفعولية.

ومنه قول علي بن الجهم:

فافزع إلى ذخر الشئون وعذبه ... فالدمع يذهب بعض جهد الجاهد

قال الآمدي: ولو استقام له: (بعض جهد المجهود) لكان أحسن وأليق، ولكن هذا أغرب وأطرف (٣).


(١) ... القارعة: ٦، ٧.
(٢) ... القصص: ٥٧.
(٣) ... الموازلة: ١/ ٢١٦.

<<  <   >  >>