للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقربنه التحوز فيها: صدور هذا القول من مؤمن يرى أن الله تعالى مصدر الأفعال كلها.

فالقرينة - إذن - في هذين الموضعين معنوية، إذ ليس في الكلام لفظ صريح يدل على التجوز في الإسناد، وإنما الدال عليه أمر معنوي (١).

[الفرق بين المجاز العقلي والمجاز اللغوي]

فرق الإمام عبد القاهر الجرجاني بين المجاز اللغوي، والمجاز العقلي بأن الأول يقع في المثبت، وأن الثاني يقع في الإثبات، وأن المتصرف في الإثبات هو العقل الذي يقيم الروابط والصلات، فالذي يعود إلى واضع اللغة أن (ضرب) لإثبات الضرب وليس لإثبات الخروج، وأنه لإثباته في زمان ماض، وليس لإثباته في زمان مستقبل، فأما نعين متى يثبت له، فيتعلق بمن أراد ذلك من المخبرين والمعبرين عن ودائع الصدور والكاشفين عن المقاصد والدعاوى صادقة كانت تلك الدعاوى أو كاذبة، ومجرأة على صحتها، أو مزالة عن مكانها من الحقيقة وجهتها (٢).

[تقسيم المجاز العقلي باعتبار طرفيه]

ينقسم المجاز العقلي باعتبار حقيقة الطرفين ومجازيتهما إلى أربعة أقسام:

الأول: ما كان الطرفان فيه حقيقتين لغويتين. كما في قول المؤمن:


(١) ... المنهاج الواضح في البلاغة للأستاذ حامد عوني.
(٢) ... أسرار البلاعة صـ ٣٢٧.

<<  <   >  >>