للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣ - تعريف المسند إليه]

وإنما هو تعريف المسند إليه على تنكيره، لأن التعريف فيه هو الأصل، والتنكير هو الفرع والأصل مقدم على الفرع.

وإنما كان التعريف في المسند إليه هو الأصل، لأنه - كما قالوا - محكوم عليه، والحكم على المجهول ليس مفيدا.

وقدموا تعريف المسند إليه بالإضمار على تعريفه بسائر أنواع المعارف لأن الضمير عند النحويين هو أعرف المعارف.

ودلالة الضمير على التكلم؛ أو الخطاب؛ أو الغيبة بحث نحوي - وليس بحثا بلاغيا.

ولكن الذي يهم البلاغيين منه: هو أن تخرج الضمائر عن معانيها الحقيقية إلى معان أخرى مجازية؛ لأنها هي التي يراعيها البلغاء في كلامهم.

ولهذا فإننا سوف نثبتها هنا لنتبين بعد ذلك - على هدي من معرفة حقائق معانيها - كيفية خروج الأساليب عن معانيها الحقيقية؛ إلى معانيها المجازية.

وذلك لأن النظم البلاغي - وإن كان هو تتبع معاني النحو فيما بين الكلم - إلا أن ذلك التتبع مشروط بكونه على حسب الأغراض التي يساق لها الكلام - كما يقول عبد القاهر الجرجاني.

يكون المسند إليه ضميراً إذا كان المقام للتكلم؛ أو للخطاب؛ أو للغيبة.

فإذا كان المتكلم يتحدث عن نفسه فإنه ينبغي أن يأتي بضمير المتكلم

<<  <   >  >>