للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو، (أنا) وذلك كما في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "أنا انبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب" ومنه قول أبي الطيب المتنبي:

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ... وأسمعت كلماتي من به صمم

يصف شعره بالشهرة والذيوع، إلى درجة نفذ معها إلى بصيرة الأعمى، وسريرة الأصم.

وإذا كان المتكلم يخاطب إنساناً أمامه، فإنه ينبغي أن يأتي بضمير المخاطب (أنت)، وذلك كما في قول أمامة الخنعمية تخاطب عبد الله ابن الدمينة.

وأنت الذي أخلفتني ما وعدتني ... وأشمت بي من كان فيك يلوم

وإذا كان المتكلم يتحدث عن غائب جاء ذكره في كلامه، أو كان في حكم المذكور، لقرينة فإنه ينبغي أن يأتي بضمير الغائب (هو) كما في قول أبي الطيب يمدح سيف الدولة (١):

لكل امرئ من دهره ما تعودا ... وعادات سيف الدولة الضرب في العدا

وأن يكذب الأرجاف عنه بضده ... ويمسي بما تنوي أعاديه أسعدا

ورب مريد ضره ضر نفسه ... وهاد إليه الجيش أهدى وما هدى

ومستكبر لم يعرف الله ساعة ... رأى سيفه في كفه فتشهدا


(١))) ديوان المتنبي جـ ١ صـ ٢٨١؛ صـ ٢٨٢

<<  <   >  >>