للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- ١ -

[(ب) مراحل البحث البلاغي]

اشتهر العرب - في جاهليتهم - بفصاحة اللسان وبلاغة القول، وجمال التعبير؛ كما اشتهروا بالإيجاز والاختصار في أقوالهم. والبعد عن فضول الكلام في أحاديثهم، حتى يكون كلامهم مؤدياً للغرض المقصود من أقرب طريق.

وقد بلغوا في إتقان أقوالهم، وتهذيب كلامهم. وتنسيق عباراتهم، مبلغاً جعل الجاحظ يدعي للعرب الفضل على الأمم (١) قاطبة في الخطابة والبلاغة، فقد كان فيهم (٢) الخطباء المصانع، والشعراء المتلقون.

وقد وصفوا كلامهم في أشعارهم فجعلوها كبرود العصب، وكالحلل والمعاطف، والديباج والوشى وأشباه (٣) ذلك ووصف الجاحظ كلامهم يكرم الديباجة. وعجيب الرونق، وجودة السبك والنحت، مما لا يستطيع أشعر الناس - على حد تعبيره - ولا أرفعهم في البيان أن يقول مثله إلا في اليسير النادر (٤).

وهذا خالد بن صفوان يقول عنهم: كيف نجاريهم، وإنما نحكيهم، أم كيف نسابقهم وإنما نجري على ما سبق إلينا من أعراقهم (٥)؟


(١) ثلاث رسائل في إعجاز القرآن ص ١١٧.
(٢) المصدر السابق ص ٢٢.
(٣) البيان والتبيين ج ٢ ص ٩٠ (الطبعة الأولى بالمطبعة العلمية سنة ١٢١١ هـ).
(٤) ثلاث رسائل في إعجاز القرآن ص ١١٨.
(٥) نفس المصدر.

<<  <   >  >>