والفصاحة يوصف بها الكلمة، وللكلام، والمتكلم، فيقال: كلمة فصيحة، "وكلام فصيح"، وشاعر فصيح.
والبلاغة في اللغة: تنبئ عن الوصول والانتهاء، والإتقان والجودة - كما أسلفنا لك، ويوصف بها الكلام والمتكلم فقط، فيقال، كلام بليغ، ورجل بليغ، ولم يسمع كلمة بليغة إلا أن يقصد بالكلمة خطبة، أو قصيدة.
ولما كانت معرفة البلاغة متوقفة على معرفة الفصاحة، لكونها مأخوذة في تعريف البلاغة وجب علينا البدء بالتعرف على ملامح الفصاحة:
[فأما فصاحة الكلمة]
فهي: أن تكون حروفها سهلة النطق، متجاورة تجاوراً هادئاً، تتلاقى فيه وتتجاوب أنغامها، وأن تكون مألوفة الاستعمال. قد تداولها الأدباء والشعراء في محافل الشعر والأدب وأن تكون جارية على قوانين تصريف الكلمات.
وهذا هو المقصود بقولهم:"فصاحة المفرد: خلوصه من تنافر الحروف، والغرابة، ومخالفة القياس الصرفي".
١ - فأما التنافر فهو وصف في الكلمة يوجب ثقلها على اللسان، وعسر النطق بها:
فإذا تنافرت حروف الكلمة كان ذلك عيباً، ومخلاً بفصاحتها، وقد قالوا: إن الثقل ينشأ إما من تباعد الحروف جداً، أو من تقاربها