والمعنى: أن ضربهم إياه خصلة يعرفها من أخزم، فذهب الشطر الأخير مثلًا.
[٢ - ذكر المسند إليه]
رأيت مما أسلفنا لك: أن عبد القاهر الجرجاني قد انبهر كثيرًا بمزايا الحذف في المواضع التي أوردها والتي تراءت له من تتبعه للأساليب العربية الخالصة، وتذوقه لمزايا النظم بين التراكيب، وأنه قد اهتم كثيرًا بهذه المزايا. لدرجة أنه قال: رب حذف هو قلادة الجيد، وقاعدة التجويد، ولكنه لم يتكلم عن مزايا الذكر، وهو قيم الحذف في القسمة العقلية.
والمتأخرون من البلاغيين مقدمًا استخلصوا قوانينهم البلاغية من منابعها الحقيقية في كتابيه "دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة" لم يجدوا فيهما ما يكمل قسمتهم العقلية عندما تحدثوا عن الحذف كما تحدث عنه عبد القاهر، ما يكمل قسمتهم العقلية عندما تحدثوا عن الحذف كما تحدث عنه عبد القاهر، إذا لم يجدوا قسيم الحذف وهو الذكر، لأنهم قد نظروا إلى البلاغة بمنظار العقل والفكر المنطقي، بينما كان عبد القاهر ينظر إليها بمنظار الذوق والتحليل الأدبي.
لقد كانت مهمة عبد القاهر هي رصد الأساليب العربية للخالصة، للتعرف على أنماطها المختلفة في التعبير، وإبراز مزايا النظم البلاغي بين للتراكيب، بينما وجه المتأخرون مهمتهم في تنظيم ترات عبد القاهر تنظيمًا عقليًا وإن أدى ذلك إلى استغلال عباراتهم في كثير من الأحايين!
ولعل السر في أن عبد القاهر لم يتعرض لموضوع ذكر المسند إليه،