والثانية: صورة تطابق الواقع دون الاعتقاد، كقول المعتزلي - لمن لا يعرف حاله وهو يخفيها عنه:
خالق الأفعال كلها هو الله - والمعتزلي يعتقد أن أفعال العباد مخلوقة لهم.
والثالثة: صورة تطابق الاعتقاد دون الواقع، كقول الجاهلي: شفى الطبيب المريض، ومنه:"وما يهلكنا إلا الدهر".
والرابعة: صورة لا نطابق شيئًا منهما، وذلك كالأقوال الكاذبة، مثل: جاء محمد - وهو لم يأت -.
أما المجاز العقلي، فقد عرفه الخطيب بقوله "هو إسناد الفعل أو ما في معناه إلى ملابس له غير ما هو له بتأول".
وأنت تلاحظ الفرق بين تعريف الخطيب للقزويني للحقيقة العقلية، وتعريفه للمجاز العقلي: فقد قال هناك: (إلى ما هو له) وقال هنا: (إلى ملابس له غير ما هو له).
فالفعل في الحقيقة يسند إلى فاعله الحقيقي، ولكنه في المجاز العقلي يسند إلى غير فاعله الحقيقي أي أنه يسند إلى ما يلابس الفعل؛ أي: ما كانت له بالفعل، أي الحدث. ملابسة: أي علاقة، فالملابسة هي العلاقة.
وللفعل علاقات شتى: فله علاقة بالفاعل لأنه واقع منه، وله علاقة بالمفعول، لأنه واقع عليه، وله علاقة بالمصدر، لأنه أصل للحدث وله علاقة بالزمان والمكان، لوقوعه فيهما، وله علاقة بالسبب، لأنه مسهب عنه.
على أن هذه العلاقات، وإن لم تكن هي كل علاقات المجاز العقلي - إلا أنها أشهر هذه العلاقات: