عرفت مما سبق أن النقد الأدبي بتعريفه الذي توصل إليه النقاد والمحدثون: هو استعراض القطع الأدبية، والحكم عليها بالجودة أو الرداءة، ومعرفة القواعد التي بها نستطيع الحكم على تلك القطع.
"والنقد الأدبي" بهذا المفهوم يجعل البلاغة أساساً من أسسه، أو جزءاً لا غنى عنه من أجزائه.
والواقع أننا إذا ما استعرضنا تطور البلاغة والنقد الأدبي منذ نشأتهما فإننا لا نجد تغيراً يطرأ على هذا المفهوم الذي رأيناه:
فأول بارقة للنقد الأدبي نجدها في قول عمر - رضي الله عنه - عن زهير: كان لا يعاظل بين القول، ولا يتتبع حوشى الكلام ولا يمدح الرجل إلا بما هو فيه (١).
وقد رأى عمر رضي الله عنه أن زهيراً بهذا يستحق أن يكون أشعر الشعراء وقد بنى حكمه على نفي المعاظلة، وحسن اختيار الألفاظ، والبعد عن التعقيد في القول، والصدق في المديح، وتلك أحكام "بلاغية" عبر عنها المتأخرون بالبعد عن الغرابة، والتعقيد اللفظي والمعنوي، وعدم المبالغة.
على أن النقد الأدبي، ليس بلاغة وحسب، فثمة نقد نحوي، ونقد عروضي، ونقد لغوي: