للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[التعريف باسم الإشارة]

قال البلاغيون: إن من أغراض تعريف المسند إليه باسم الإشارة: تمييز المسند إليه أكمل تمييز، لصحة إحضاره في ذهن السامع بواسطة الإشارة إليه حساً.

والسر في أن تمييز المسند إليه أكمل تمييز لا يتم إلا باسم الإشارة، هو: أنك إذا أشرت إلى شيء، فكأن هذا الشيء - وإن كان معنى من المعاني - موجود أمامك فعلا، ولهذا فإنك تشير إليه إذ لا يشار إلا إلى موجود، وبإشارتك إليه دون غيره، تكون قد ميزته عن غيره مما لم تشر إليه مما هو موجود معه، بخلاف العلم - مثلا - فإنك إذا قلت: "محمد" - مثلا - فإن هذا الاسم وإن كان قد وضع لذات معينة، فإن ثمة مسميات أخرى بهذا الاسم، فلا يتم تمييز المسند إليه أكمل تمييز.

قال في مواهب الفتاح: "واسم الإشارة إذا كان المشار إليه حاضراً حسياً مع كون السامع رائياً أو نزل بتلك المنزلة، أقوى من العلم المشترك في الحالة الراهنة".

واسم الإشارة للمفرد المذكر (ذا) وقد يوصل بهاء التنبيه - وهو الأكثر - فيقال: (هذا طارق) وقد يخلو منها - وهو الأقل - فيقال: (ذا طارق).

وقد عاب القاضي الجرجاني على ابن الطيب كثرة استعماله لذا - بدون هاء التنبيه - لأنها - على حد تعبيره - ضعيفة في صنعة الشعر، دالة على التكلف (١).


(١))) الوساطة ص ٩٥

<<  <   >  >>