للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فرق، فكيف يجعل الأول ذريعة إلى الثاني؟ والمسند إليه في البيت الثاني ليس فيه إيماء إلى وجه بناء الخبر عليه، بل لا يبعد أن يكون فيه إيماء إلى بناء نقيضه عليه (١).

وتأمل عبارة الخطيب: "والمسند إليه في البيت الثاني" والبيت الثاني هو قول الشاعر:

إن الذين ترونهم إخوانكم ... يشفي غليل صدورهم أن تصرعوا

ولهذا فإن العلامة السبكي قد علق على اعتراض الخطيب بقوله: "وهو اعتراض فاسد، فإن السكاكي إنما استشهد به على ما قصد فيه التنبيه على الخطأ، ولم يجعل الأول ذريعة للثاني، بل هما كلامان منفصلان، ثم إن قوله: لا يبعد أن يكون فيه إيماء عجيب. فإن فيه التصريح بذلك قطعاً" (٢).

والتصريح ببناء النقيض، الذي يقصده السبكي هو: قول الشاعر: "يشفي غليل صدورهم أن تصرعوا" فإن هذا الخبر نقيض الصلة التي هي: "ترونهم إخوانكم".

هذا: وقد يقصد بالموصول - كما يقول سعد الدين التفتازاني - الحث على التعظيم، أو التحقير أو الترحم، أو نحو ذلك، كقولنا: جاءك الذي أكرمك، أو أهانك، أو الذي سبى أولاده ونهب أمواله: وقد يكون للتهكم كما في "يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون".

ثم قال: "ولطائف هذا الباب لا تكاد تضبط" (٣).


(١))) الإيضاح (طبعة صبيح) ص ٢٥
(٢))) عروس الأفراح للسبكي جـ ١ ص ٣١٢ (شروح التلخيص)
(٣))) المطول ص ٧٧

<<  <   >  >>