عمت أن الخبر هو: ما يحتمل الصدق والكذب لذاته، فهو مظنة التكذيب.
وقد نظر البلاغيون إلى أحوال المخاطب الذي يلقى إليه الخبر، فوجدوا أنها: ثلاثة: خلو الذهن، والتردد، والإنكار فقد يكون المخاطب خالي الذهن من هذا الخبر، ولم يكن عنده سابق فكرة عنه، ولا انشغال لخاطره به، وقد يكون متردداً في قبول هذا الخبر ورفضه. وقد يكون منكراً له، رافضاً لقبوله وتتراوح حال الإنكار والرفض عنده بين القوة والضعف.
وخالي الذهن من الخبر لا يحتاج إلى تأكيد، بل يلقى إليه الكلام خالياً من أي تأكيد، لأنه يصادف ذهناً خالياً، فيتمكن منه بمجرد وصوله إليه.
والمتردد في الخبر: عنده شك فيه، فهو طالب لنوع من التأكيد يزيل به تردده، فيلقى إليه الكلام موكداً بمؤكد واحد فقط.
والمنكر يحتاج إلى تأكيد أقوى من تأكيد المتردد وهذا التأكيد يكون على حسب الإنكار قوة وضعفاً. فيلقى الخبر مؤكداً بأكثر من تأكيد واحد أي بتأكيدين أو أكثر على حسب إنكاره في القوة والضعف.
ولهذا وجد البلاغيون أن أضرب الخبر ثلاثة:
الابتدائي: وهو ما يلقى إلى خالي الذهن من الحكم بأحد طرفي الخبر على الآخر، ومن التردد فيه، وهذا الضرب لا يحتاج إلى تأكيد؛ لأنه