للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[التعريف بأل]

قالوا: إن المسند إليه يؤتى به معروفاً بأل إذا كان بينك وبين مخاطبك عبد به.

فإذا تقدم له ذكر صريح، كما في قولك: صنعت في رجل جميلاً، فلم يحفظ الرجل الجميل سميت هذه اللام لام العهد الصريح.

ومنه قوله تعالى: "اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ المِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ"، فقد ذكر المصباح والزجاجة منكرين، ثم أعيد ذكرهما باللام، لأنهما معهودين، لتقدم ذكرهما صراحة.

وإذا تقدم له ذكر كنائي، كما في قوله تعالى - في شأن أم مريم -: "ولَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى"، أي: وليس الذكر الذي طلبت كالأنثى التي وهبت، فأتى بالمسند إليه وهو "الذكر" محلى بأل للإشارة بها إلى معهود، تقدم ذكره كناية في قوله تعالى: - حكاية عن امرأة عمران -: "رَبِّ إنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً"، فلفظ ما يعم الذكور والإناث، ولكن التحرير - وهو أن يعتق الولد ليكون وقفاً على خدمة بين المقدس - لم يكن إلا للذكور، ولهذا كان قولها: "مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً" كناية عن الذكر.

فإذا تقدم المسند إليه ذكر كنائي كما في الآية الكريمة سميت اللام لام العهد الكنائي.

وإذا لم يتقدم للمسند إليه ذكر مطلقاً، لا صريحاً ولا كناية، ولكن المخاطب به عهد، كأن تقول في شأن رجل حاضر معكما: "أنشد الرجل قصيدة عصماء، سميت اللام لام العهد الحضوري.

وإذا لم يكن حاضراً سميت اللام لام العهد العلمي.

<<  <   >  >>