للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد يؤتى بالمسند إليه معرفاً بأل للإشارة بها إلى الحقيقة نفسها.

فإذا دخلت اللام على ما يراد به الحقيقة نفسها بغض النظر عما ينطوي تحته من أفراد، سميت اللام لام الحقيقة، وذلك كما في قولك: الرجل خير من المرأة، الحرير أحسن من القطن، الذهب أفضل من الفضة.

ومن ذلك قولهم: "أهلك الناس الدينار والدرهم".

ومنه قول أبي العلاء المعري:

والخل - كالماء - يبدى له ضمائره ... مع الصفاء، ويخفيها مع الكدر

فالحكم بالتشبيه هنا على حقيقة الخل لا على خل بعينه.

وإذا دخلت اللام على ما يراد به فرد مبهم من أفراد الحقيقة - لقربنة دالة على ذلك - سميت اللام لام العهد الذهني، وذلك كما في قوله تعالى: "وأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ".

ومنه قول شمر بن عمرو الحنفي (١):

لو كنت في ريمان لست ببارح ... أبداً وسد خصاصة بالطين

لي في ذراه مآكل ومشارب ... جاءت إلى مغبتي تبغيني

ولقد مررت على اللئيم يسبني ... فمضيت تمت قلت: لا يعنيني

غضبان ممتلئاً على أهابه ... إني وربك سخطه يرضيني

يا رب نكس إن أتته مشيئتي ... فرح، وخرق إن هلكت حزين

ريمان: قصر باليمن، خصاصه: حاجة. الذرى بفتح الذال: ما يكن


(١) الأصمعيات، ص ١٣٦.

<<  <   >  >>