صدرت عنه القطعة الأدبية، فيجب أن ندرس هذه النفس ليفهم ما يصدر عنها.
وثالثها: هو المنهج التاريخي: وهو الذي يدرس النقد الأدبي في عصوره المختلفة، تعريفاً بأعلامه، وشرحاً لآرائهم واتجاهاتهم ومناهجهم، وتأثرهم ببيئاتهم، وبالثقافات التي تأثروا بها، وذلك لأن الأدب هو ظل الحياة الاجتماعية، ولا يمكن فهم الأدب فيها فهماً حقيقياً إلا إذا فهمنا البيئة التي كان الأدب نتاجاً لها.
على أن هذه المناهج الثلاثة - في رأينا - ضرورية للنقد الأدبي ولا يستغني ناقد عن واحد منها.
ذلك بأن موضوع النقد الأدبي هو: النصوص الأدبية لمعرفة محاسنها ومساوئها، وذلك لا يكون إلا في ظل البلاغة والاعتماد على الذوق.
ولما كانت تلك النصوص بما فيها من جمال أو قبح صادرة عن نفس ترضى وتغضب وتحب وتكره، وترغب وترهب، كان لا بد من دراسة تلك النفس، لأنها المنبع الحقيقي لتلك النصوص.
ولأن تلك النصوص بما فيها من جمال أو قبح بعرف ص ٤٦ في ظل البلاغة والذوق قد صدرت عن نفس أديب قد تأثر بعصره وبيئته وثقافته، كان لا بد من دراسة ذلك كله، لتدرس في ظلاله النصوص الأدبية دراسة كاملة ولتفهم - أيضاً - فهماً دقيقاً.