ثم تأمل ثانية تجد أن هذه الأحكام قد تدرجت معهم في أحوالهم الثلاثة، وأن كل حكم منها قد ترتب على سابقه؛ فهم قد كلفوا في الدنيا فكفروا؛ ثم بعثوا ليحاسبوا على كفرهم فغللت أعناقهم، ثم ألقي بهم في النار ليخلدوا فيها عقاباً لهم على كفرهم.
[(ب) تكرير المسند إليه]
قد يكون لدى الشاعر أو الأديب معان يحرص على إشاعتها في كلامه؛ فيكرر الألفاظ التي تحمل هذه المعاني لتنتشر في كلامه؛ ومن ذلك تكرير المسند إليه:
ويكثر هذا التكرير في أسماء الصواحب لما توحي به هذه الأسماء من معان جميلة، يحرص الشعراء والأدباء على إشاعتها في كلامهم؛ ولما يجدون نحوها من استعذاب لسماعها واستلطاف لترديدها.
يقول ابن رشيق:"ولا يجب للشاعر أن يكرر اسما إلا على جهة التشوق والاستعذاب؛ إذا كان في تغزل أو نسيب (١) ".
يقول مجنون ليلى:
بالله يا ظبيات القاع قلن لنا ... ليلاي منكن أم ليلى من البشر؟ !
فكرر ذكر المسند إليه في الشطر الثاني من البيت وهو (ليلى) لقصد التلذذ بسماع اسم محبوبته.