والمناقشة هي الأخرى قد لوحظ فيها المعنى الأصلي، فهي تظهر الصواب من الخطأ والحق من الباطل، بل وفيها - أيضاً - يتميز جيد الآراء من رديئها.
وكذلك نقد الناس: إذ هو: إظهار عيوبهم، والسكوت عن مزاياهم.
وهذا المعنى الأصلي - وإن خص بنقد الدراهم - إلا أننا نراه قد انتقل إلى نقد الأدب فيما بعد، فقد سمى قدامة بن جعفر المتوفى ٣٣٧ هـ كتاباً له باسم "نقد الشعر" وذكر أنه يبحث في تخليص جيد الشعر من رديئه، فقال "ولم أجد أحداً وضع في "نقد الشعر" وتخليص جيد الشعر من رديئه كتاباً" بل إنه ليسمى هذا الفن باسم "علم جيد الشعر من رديئه"(١).
و"الأدبي" نسبةً إلى "الأدب" وهو موضوع النقد، والمراد به هنا هو: الشعر والنثر وما يتصل بهما.
والغرض من دراسة النقد: هو معرفة القواعد التي بها يمكن الحكم على القطع الأدبية، أجيدة أم غير جيدة، فإذا كانت جيدة أو رديئة فما درجتها من الحسن والقبح؟ وكذلك معرفة الرسائل التي تمكننا من تقديم ما يعرض علينا من الآثار الأدبية.
[وللنقد الأدبي ثلاثة مناهج رئيسية]
إحداها: المنهج الفني: وهو دراسة النصوص الأدبية من شعر أو نثر في ظلال البلاغة، وأصحاب هذا الاتجاه يعتمدون على الذوق، ويعجبون بالمعاني الرائقة، والأساليب الجميلة.
وثانيها: المنهج النفسي: وهو الذي ندرس فيه حياة الأديب نفسه لا الأدب، وتأثر الأدب بالأديب، لأن نفس الأديب هي المنبع الذي