النظم - كما يقول صاحب اللسان - هو: التأليف .. ونظمت اللؤلؤ: جمعته في السلك ومنه: نظمت الشعر، ونظمته، ونظم الأمر على المثل، وكل شيء قرنته بآخر أو ضممت بعضها إلى بعض فقد نظمته، والنظم، المنظوم، وصف بالمصدر، والنظم: ما نظمته من لؤلؤ وخرز وغيرهما (١).
فقد دارت كلمة النظم في اللغة - كما رأيت - حول معنى واحد هو:"التأليف".
ولهذا فإنه من المستطاع أن تفهم قول عبد القاهر الجرجاني في تعريف النظم: إنه تتبع معاني النحو فيما بين الكلم على حسب الأغراض التي يقصدها المتكلم.
فكأن على الأديب أو الشاعر أن يتتبع معاني النحو فيما بين الكلم، وهو يؤلف كلامه، سواء أكان شعراً، أو نثراً، ومعنى تتبعه لمعاني النحو: أن يضع كلامه - على حد تعبير عبد القاهر - الوضع الذي يقتضيه علم النحو، ويعمل على قوانينه وأصوله، ويعرف مناهجه التي نهجت فلا يزيغ عنها، ويحفظ الرسوم التي رسمت له فلا يخل بشيء منها.
وقبل أن يشرح عبد القاهر نظريته في النظم، قدم لها بمقدمات تتلخص فيما يلي: