للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمن النقد النحوي: ما رآه عيسى بن عمر من أن النابغة قد أساء في قوله:

فبت كأني ساورتني ضئيلة ... من الرقش، في أنيابها السم ناقع

وقال: موضعه "ناقعاً" أي تنصب على أنها حال (١).

ومن النقد العروضي: ما أنكره عبد الله بن أبي إسحق على الفرزدق من قوله:

مستقبلين شمال الشام تضربنا ... بحاصب من نديف القطن منثور

على عمائمنا تلقى رواجلنا ... على زواحف تزجى مخها: رير.

يرفع "رير" فقد قال ابن أبي إسحق: ألا قلت: على زواحف تزجيها محاسير؟ ، ويقصد بذلك: أن الفرزدق قد أقوى في شعره هذا، فأورد روياً مرفوعاً في قصيدة رويها مجرور.

ومن النقد اللغوي: ما يروى من أن الأصمعي قد قرأ على أبي عمرو بن العلاء شعر النابغة الذبياني - فلما بلغ قوله في وصف الناقة:

كناز البضيع جمالية ... إذا ما بغمن تراها كتوما (٢)

فأبو عمرو قدر أي أن الألفاظ يجب أن يراعى فيها الدقة في استعمالها فيما وضعت له، لأنه من استقراء كلام العرب وجد أن صياح الفحول يكون من نشاطها، وصريف الإناث يكون من إعيائها، وأن النابغة قد


(١) ... الموشح للمرزباني صـ ٤١.
(٢) ... دراسات في نقد الأدب العربي صـ ١١٣، ١١٤.

<<  <   >  >>