للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لما كان الصوارم والقنا سببًا في إحياء المال بمعنى جمعه، وكان التبسم والجدا سببًا بمعنى إنفاقه على العافين، جاز أن يسند الأحياء إلى الصوارم والقنا، وأن يسند القتل إلى التبسم والجدا، على سبيل المجاز العقلي، لعلاقة السببية.

هذه هي العلاقات التي تصورها الخطيب للجاز العقلي، لأنها هي التي يشملها تعريفه، حيث قصر المجاز العقلي على إسناد الفعل أو ما في معناه.

وقد نبه العلامة السبكي إلى هذا، وذكر علاقتين أخريين لم يشملهما تعريف الخطيب وهما:

(أ) الوصف أو الإخبار بالمصدر، في مثل وجل عدل، وقول الخنساء:

ترتع ما غفلت حتى إذا أذكرت ... فإنما هي إقبال وأدبار

(ب) وصف الشيء: بوصف محدثه وصاحبه، كما في: الكتاب الحكيم، والأسلوب الحكيم، إذ الحكمة في الحقيقة ليست وصفًا للكتاب وإنما هي وصف لصاحبه وليست في الحقيقة وصفًا للأسلوب وإنما هي وصف لصاحبه كذلك.

ومن العلاقات التي ذكرها الزمخشري - وأغفلها تعريف الخطيب:

(أ) إسناد الفعل إلى الجنس كله - وهو في الحقيقة مسند إلى بعضه - كقولهم بنو فلان قتلوا فلاناً وإنما القاتل رجل منهم.

ومثله قوله تعالى: {فَعَقَرُوا النَّاقَةَ} (١) أسند العقر إليهم جميعًا، مع أن العقر لم يباشره إلا بعضهم.


(١) ... الأعراف: ٧٧.

<<  <   >  >>