للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قد أصبحت أم الخيار تدعى ... على ذنبا كله لم أصنع

من أن رأت رأسي كراس الأصلع ... ميز عنه تنزعا من تنزع

جذب الليالي أبطئي أو أسرعي

مجاز بقوله عقيبه:

أفناه قيل الله الشمس أطلعي ... حتى إذا وأراك أفتى فارجعي

والذي يدلنا على أن المتكلم متأول في كلامه: هو القرينة التي تصرف السامع مع إرادة الظاهر إلى المراد من الكلام: وهي ضربان: لفظية ومعنوية:

فاللفظية: هي أن يكون في الكلام لفظ يصرفه عن إرادة ظاهرة، أي عن أن يكون الإسناد على حقيقته، وذلك كما في قول الصلتان العبدي، من قصيدة ينصح بها ابنه:

أشاب الصغير، وأفني الكبير ... كر الغداة ومر العثى ص ١٥٦

نروح وتغدو لحاجاتنا ... وحاجة من عاش لا تنقضي

تموت مع المرء حاجاته ... وتبقى له حاجة ما بقى

إلى أن قال:

ألم تر لقمان أوصى ابنه ... وأوصيت عمرًا، ونعم الوصي

فملتقا، أننا مسلمون ... على دين صديقنا والغبي ص ١٥٦

والشاهد: أفي البيت الأول: حيث أسند الشاب وأفنى إلى كر الغداة ومر العشى، وهو إسناد مجازي من إسناد الفعل إلى سببه، وقرينته،

<<  <   >  >>