للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خفت موازينهم يوم القيامة - باسم الإشارة الموضوع للبعيد - أيضاً - ولكن لبعدهم عن الرشد، وإقصائهم عن منازل الفائزين.

واستمع إلى قول الفرزدق - يهجو جريراً -:

أولئك آبائي، فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا - يا جرير - المجامع

تجده قد عبر عن المسند إليه - وهم آباؤه - باسم الإشارة الموضوع للبعيد، إشارة منه إلى بعد منزلتهم من أن يتطاول إليها مثل جرير فيأتي بمثلهم.

وقوله: فجئني بمثلهم: أمر تعجيز: أي لا تقدر - يا جرير - أن تأتي بمثلهمفي مناقبهم، إذا جمعتنا مجامع الافتخار والإنشاد يوماً ما (١).

ولهذا فإن جريراً لم يستطع أن يجيء بمثل آباء الفرزدق، لضعة نسية، ولكنه رد عليه بقوله (٢):

أتجعل - يابن القين - أولاد دارم ... كشيبان؟ شلت من يديك الأصابع

وأين محل المجد إلا عليهم ... وأين الندى إلا لهم والدسائع

فما رحلت شيبان إلا رأيتها ... إماما وإلا سائر الناس تابع

لهم يوم ذي قار، أناخوا فضاربوا ... كتائب كسرى حين طار الوشائع

وما راح فيها يشكري ولا غدا ... لذهل وتيم الله رأس مشايع


(١))) مواهب الفتاح (شروح التلخيص) جـ ١ ص ٣١٥
(٢))) ديوان جرير ص ٣٥٧

<<  <   >  >>