للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنها: التنافس الذي قام بين الأنصار والمهاجرين على الخلافة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. وقد كان كل منهما يحاول أن يؤيد رأيه بما يراه من حجج، خطباً كانت أو محاورة. أو جدلاً، مستعيناً في ذلك كله باختيار اللفظ. وإحكام الصياغة، والتأنق في العبارة. حتى تتحقق له فصاحة القول، وبلاغة التعبير للتأثير في نفوس سامعيه.

ومنها: الخلاف الذي نشب بين علي ومعاوية، ذلك الخلاف الذي أدى إلى انقسام المسلمين في ذلك الوقت إلى أحزاب ثلاثة:

حزب يؤيد علياً، ويرى أنه أحق بالخلافة من معاوية، وهو حزب الشيعة وحزب يؤيد معاوية، ويرى أنه أحق بالخلافة من علي، وهو حزب بني أمية. وحزب "ثالث" لا ينضم إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء، فهو يرى أن الخلافة ليست من حق علي، وأنها ليست من حق معاوية كذلك، وإنما هي لمن يصلح لتوليها من عامة المسلمين، وهو حزب الخوارج:

واحتاج كل حزب من هذه الأحزاب الثلاثة للدفاع عما يدعو إليه من رأي، إلى بلاغة الخطباء والشعراء وفصاحتهم إلى جانب ما يحتكم إليه في ساحة القتال من حسام.

فلما كان عصر بني أمية كثرت الملاحظات البلاغية والبيانية لعوامل مختلفة:

منها: ازدهار الخطابة في هذا العصر نتيجة لأمور سياسية، ودينية، واجتماعية، لقد تنوعت الخطابة إلى: سياسية، ودينية، وحفلية.

فكان من خطباء السياسة: زياد والحجاج، وكان من خطباء الشيعة: زيد بن الحسين بن علي، وكان لسناً جدلاً يجذب الناس بحلاوة لسانه، وسهولة منطقه وعذوبة كلامه. وكان من خطباء المحافل: سحبان وائل،

<<  <   >  >>