للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالتنكير في "إلهين" للأفراد، أي لفرد مما يصدق عليه اسم المثنى، لأنه وصف باثنين، وفي (إله) للإفراد - أيضاً - لأنه وصف بواحد.

ومثال ما تمحضت النكرة فيه للإفراد بدلالة الحال: قول الله تعالى: "وجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَا المَدِينَةِ يَسْعَى" (١).

فقد أتى بالمسند إليه نكرة لأن الغرض هو إثبات المجيء لرجل واحد من أفراد الرجال.

ومثال ما تمحضت النكرة فيه النوعية بالوصف: قول الله تعالى: "ومَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ ولا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ (٢) " فقوله (دابة) صالح لأن يراد به الإفراد أو النوعية، فجاء قوله تعالى: "في الأرض" وصفاً مبيناً أن القصد هو الجنس لا الإفراد.

وكذلك قوله تعالى: (طائر) صالح لأن يراد به الإفراد أو النوعية، أي: طائر واحد، أو جنس الطائر، فجاء قوله تعالى: "يطير بجناحيه" مبيناً أن القصد - هنا - هو جنس الطائر لا فرد من أفراده.

ومثال ما تمحضت النكرة فيه النوعية بدلالة الحال: قول الله تعالى: "وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ" (٣).

فقد نكر المسند إليه لأن القصد فيه إلى نوع خاص من أنواع الأغشية غير ما يتعارفه الناس، وهو غطاء التعامي عن الحق. أي الإعراض عن آيات الله تعالى.


(١) القصص: ٢٠.
(٢) الأنعام: ٣٨.
(٣) البقرة: ٦.

<<  <   >  >>