في ليلة من جمادى ذات أندية ... لا يبصر الكلب من ظلماتها الطنبا
لا ينبح الكلب فيها غير واحدة، ... حتى يلف على خيشومه الذنبا
ماذا ترين؟ : أقد فيهم لأرحلنا ... في جانب البيت؟ أم نبني لهم قبا؟
لمرمل الزاد، معنى بحاجته، ... من كان يكره ذما، أو بقى حسبا
وقمت مستبطنا سيفي فأعرض لي ... مثل المجادل كوم بركت عصبا
فصادف السيف منها ساق متلية ... جلس فصادف منه ساقها عطبا
زيافة بنت زياف مذكرة ... لمانعوها لراعي سرحنا اقتحبا
الشاعر يأمر زوجته بأن تضم إليها رحال القوم وأسلحتهم حفظاً لها، لأنهم نزلوا عنده فهم في أمان لا يحتاجون إلى السلاح؛ فقد نزلوا عنده في ليلة شديدة البرد والظلمة؛ فهو يصف تلك الحالة، ويشاور زوجته كيف يكرم القوم أينزلهم في منازله، أم يتخذ لهم قببا؛ وماذا ترى لمرملين يهتم بحاجتهم من يتقي الذم، أو يحمي الحسب.
وقد قام مستبطناً سيفه لينحر ما يريد من الإبل فظهر له منها فوق مثل القصور في ضخامتها وعظم سقامها، فعرقب منها ناقة من أعظم النوق وأقواها، وقد بكى الراعي عليها حسن أخبروه بنحرها لأنها من خيار المال عنده.