للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعكاظ: سوق بين نخلة والطائف كانت تقام في مستهل ذي القعدة، وتستمر عشرين يوماً تجتمع فيه قبائل العرب، فيتعاكظون أي: يتفاخرون ويتناشدون، وكان فرسان العرب إذا حضروا عكاظ وأمن بعضهم من بعض لكون عكاظ في شهر حرام تقنعوا حتى لا يعرفوا، وذكر عن طريف هذا أنه كان من الشجعان وكان يتقنع كما يتقنعون، فاتفق له أنه وافي عكاظ وكان طريف قبل ذلك قد قتل شراحيل الشيباني، فقال حصيصة ابن شراحيل: أروني طريفاً، فأروه إياه، فجعل حصيصة كلما مر به طريف تأمله ونظر إليه حتى فطن له طريف، فقال له: مالك تنظر إلى مرة بعد مرة؟

فقال له حصيصة اتو سمك لأعرفك فلله علي إن لقيتك في حرب لأقتلنك أو لتقتلني، فقال طريف هذه الأبيات

والشاهد هنا قوله: (يتوسم) حيث عبر بالفعل، لأنه أراد أنه يصدر منه التوسم، أي يتفرس الوجوه طالباً له، لأن له جناية في كل قوم، لأن المعني علي توسم وتأمل ونظر يتجدد من العريف هناك حالا فحالا، وتصفح منه الوجوه واحداً بعد واحد، ولو قال: بعثوا إلى عريفهم متوسما لم يفد ذلك.

علي أن إفادة الاسم الثبوت من أصل وضعه، كما أن إفادة الفعل التجدد من أصل وضعه - أيضاً - ولكن الاسم قد يفيد الدوام والاستمرار مع الثبوت، كما أن الفعل قد يفيدهما - أيضاً - مع التجدد

والحدوث، ولكن ذلك رهن بمعونة القرائن، كأن يكون المقام مقام مدح - كما أسلفنا -

* * *

وقد يقيد الفعل بأحد المفاعيل ونحوها لتربية الفائدة وتكشيرها:

فإذا قلت: فلان حفظ، ولم تكن زدت علي نسبة الحفظ إليه شيئاً،

<<  <   >  >>