للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمعنى أن خصل شعرها مرتفعات، وأن أمشاط شعرها تغيب بين الشعر المعتول، والشعر المسترسل.

وإنما كان الثقل في مستشزرات لتوسط الشين - وهي مهموسة رخوة - بين التاء - وهي مهموسة شديدة -، والزاي - وهي مجهورة.

على أن وصف الجملة بالثقل ليس راجعاً على بعد مخارج حروفها، أو قربها، بل إن ذلك يرجع إلى الذوق السليم - كما يقول ابن الأثير -، فكل ما عده الذوق السليم ثقيلاً متعسر النطق فهو متنافر. سواء كان من قرب المخارج أو من بعدها، أو غير ذلك (١).

وذلك لأننا نجد من القريب المخرج ما هو غير متنافر، كما في (الجيش) و (الشجى) وكما في القرآن الكريم: {أَلَمْ أَعْهَدْ} (٢) كما أننا نجد من البعيد المخرج ما هو غير متنافر أيضاً، كما في (بعد) فإن الباء من الشفتين والعين من الحلق وكما في (علم)، و (أو) و (ألم) وكل ذلك حسن لا تنافر فيه.

وليس كل ثقل يمجه الذوق، فهناك ثقل مستحسن مطلوب؛ وذلك إذا ما اقتضى المقام هذا الثقل؛ كأن تكون الكلمة موحية بما تعبر عنه من معنى، ولا سبيل إلى التعبير عن ذلك المعنى إلا بها.

فهناك كلمات ثقيلة على اللسان، ولكن ثقلها من أهم مظاهر فصاحتها من حيث أن هذا الثقل يصور معناها بحق، انظر كلمة {اثَّاقَلْتُمْ إلَى


(١) ... المعلول: ١٧.
(٢) ... يس: ٦٠.

<<  <   >  >>