للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوقوع فيه هو: ما يحتاج - في معرفته - إلى أن ×××× ص ٩٤، ويبحث عنه في كتب اللغة المبسوطة، ككلمة "الطرموق" بدل الطين "والاستمصال" بدل الإسهال، و"الاطرغشاش" و"الابرغشاش" بدل الشفاء.

وكتلك الكلمات التي ذكروها في قصة طريفة رووها عن علقمة النحوي قالوا: مر أبو علقمة ببعض طرق البصرة وهاجت به مرة، فوثب عليه قوم يعصرون إبهامه ويؤذنون في أذنه، فأفلت من أيديهم وقال: "ما لكم تكأكأتكم علي كما تكأكؤن على ذي جنة، افرنقعوا عني، فقال بعضهم دعوه فإن شيطانه يتكلم بالهندية (١) ".

وواضح من هذه القصة أن الغريب الذين ينفرون منه هو ما كان غريباً على العرب، وهو الذي إذا ما طرق أسماعهم أنكروه، ورأوا أنه غير عربي، ولهذا فإنهم يريدون به الكلمات التي توشك أن يميتها الزمن، وأن يبتلعها التاريخ، والتي يمكن أن ينتفع بها الباحث في الأصول السامية لإدخالها في القدم، ××××ص ٩٤ بكلمات النقوش أكثر مما ينتفع بها الأدباء وأهل الفصيح (٢).

أما غريب القرآن، وغريب الحديث، فقد كان دواراً عند العرب الخلص، ولكن تقادم العهد به، وذلك مثل كلمة "ضيزى" في قول الله تعالى: {تِلْكَ إذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} (٣).

وكما في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي يخاطب بها الأقوام البادين، لأن سياقات الأحاديث ومقاماتها كانت تقتضي منه ذلك، لأن هذه الألفاظ الغريبة لم تكن وحشية نافرة لديهم، بل كانت دوارة على ألسنتهم.


(١) المطول صـ ١٨.
(٢) ... خصائص التراكيب صـ ٣٥.
(٣) النجم ٢٢.

<<  <   >  >>