الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: فضل إقامة الصَّلاةِ؛ لِقَوْله تعالى:{وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ} وهو شاملٌ لفَرْض الصَّلاة ونَفْلها، فما تقام به الفَريضَةُ تقام به النَّافِلَة، وما تقام به النافِلَة تُقامُ به الفَريضَة إلا بِدَليلٍ يدلُّ على الفَرْقِ بينهما.
وقد جَمَعْنا الفُروقَ بين فرض الصَّلاة ونَفْلها فبَلَغَتْ ثمانيةً وعِشرينَ فَرْقًا؛ منها ما هو واضِحٌ دلَّت عليه السُّنَّة، ومنها ما هو دون ذلك.
المُهِمُّ: أنَّ الأصل أنَّ إقامَةَ الفَريضَةِ إقامَةٌ للنَّافِلَة، وأن إقامة النَّافلة إقامة للفريضَة، هذا الأصل، فما ثبت في إحداهما ثبت في الثاني إلا بِدَليلٍ.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: فَضيلَة الإنفاقِ؛ لأنَّه أَعْقَبَ الصَّلاة به فقال:{وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا} وهو يدلُّ على أنَّ هذا الإنفاقَ يَشْمَل الزَّكاة وغير الزكاة؛ لأنَّ الله تعالى يَقْرِن دائمًا في الذِّكْر بين الصَّلاة والزَّكاة.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: أنَّ المُنْفِقَ ليس مانًّا على الله عَزَّ وَجَلَّ؛ لأنَّه إنَّما يُنْفِقُ مِمَّا رزقه الله، فمهما بَلَغَت بك نفْسُك من الإعجاب والكِبْرياء على إنفاقِكَ فاذْكُر قَوْله تعالى:{مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ} كُلُّ شَيْءٍ تُنْفِقُه فليس لك فيه مِنَّة على الله عَزَّ وَجَلَّ، بل لله المِنَّة عليك به في إيجادِهِ وفي إنفاقِهِ؛ ففي إيجاده؛ لأنَّه لولا أنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ رزقك ما حصل لك، وفي إنفاقه؛ لأنَّ كثيرًا من النَّاس يَبْخَلون بما آتاهم الله من فَضْلِه، قال تعالى:{وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ}[آل عمران: ١٨٠] فمن نِعْمَة الله عليك أن يَمُنَّ عليك بالإنفاق بعد أنْ مَنَّ عليك بالرِّزْقِ والعطاء.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: أنَّ الإنفاقَ لا نقول: إنَّ الإسرارَ فيه أَفْضَل، ولا إنَّ الإعلانَ