للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فعل المَعْصِيَةَ قال هذا من الله وأنا مُجْبَرٌ عليه، فبعض النَّاس يَسْلُكُ هذا المَسْلَكَ، وهذا مسلكٌ بَعيدٌ من العَدْلِ.

الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ: إِثْباتُ عُمُومِ مَشيئَةِ الله عَزَّ وَجَلَّ حتى في أَفْعالِ العَبْدِ؛ لِقَوْله تعالى: {بِإِذْنِ اللَّهِ}.

الْفَائِدَةُ الخَامِسَةَ عَشْرَةَ: تَفاضُلُ النَّاسِ في العَمَل، ويَتَفَرَّعُ عليه: تَفاضُلُهُم في الإيمان، والدَّليلُ على تَفاضُلِهِم في العَمَل تَقْسيمُهُم إلى ثَلاثَةِ أقسامٍ، ويَلْزَمُ من تفاضلهم في العَمَل أن يَتفاضَلوا في الإيمان، فيكون في ذلك دليلٌ لِمَذْهَبِ أَهْل السُّنَّة والجماعَةِ القائِلينَ بزيادَةِ الإيمانِ ونَقْصِ الإيمان.

الْفَائِدَةُ السَّادِسَةَ عَشْرَةَ: أنَّ أكْبَرَ فضلٍ يتفَضَّلُ الله به على عَبْدِهِ أن يُوَفِّقَه للقيامِ بِطاعَتِهِ؛ لِقَوْله تعالى: {ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} وقد أشار الله تعالى إلى هذا المَعْنى في قَوْله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: ٥٨].

الْفَائِدَةُ السَّابِعَةَ عَشْرَةَ: أن إِفْضالَ الله على عباده يتفاضَلُ؛ فمنه الكَبيرُ ومنه الصَّغير، وهذا أمرٌ مُشاهَد، ففَضْلُ النه على الرُّسُلِ أعلى من فَضْلِه على الأَنْبياء، وعلى الأنبياءِ أَعْلى من فَضْله على الصِّدِّيقينَ، وعلى الصّدِّيقينَ أعلى من فَضْله على الشُّهَداء، وعلى الشُّهَداءِ أعلى من الصَّالحِينَ، وهذا لا شَكَّ فيه.

* * *

<<  <   >  >>