للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاختلاف النَّقْطَ أم الشكلَ فهو المُؤتَلِفُ والمُخْتَلِف (١).

ومَعْرِفتهُ مِنْ مُهِمَّاتِ هذا الفنِّ حتى قال عليُّ بنُ المَدِيني: أشدُّ التصحيفِ ما يقعُ في الأسماءِ، ووجَّهَهُ بعضُهم بأنه شيءٌ لا يدخُلُه القياسُ، ولا قَبْلَه شيءٌ يدُلُّ عليه ولا بَعْدَه، وقد صنَّفَ فيه أبو أحمدَ العسكريُّ لكنَّه أضافَه إلى كتابِ التصحيفِ له، ثُمَّ أفردَهُ بالتأليف عبدُ الغنيِّ بنُ سعيدٍ فَجَمَعَ فيه كِتَابَيْنِ: كتابٌ في مُشْتَبِهِ الأسماءِ، وكتابٌ في مُشْتَبِهِ النِّسْبَةِ، وجمَعَ شيخهُ الدارقطنيُّ في ذلك كتابًا حافلًا ثم جَمَعَ الخطيبُ ذَيلًا.

ثم جَمَعَ الجميعَ أبو نصر بنُ (٢) ماكولا في كتابه "الإكمال"، واستدركَ عليهم في كتاب آخر جَمَعَ فيه أوهامَهم وبَيَّنها، وكتابُه مِنْ أجْمَعِ ما جُمِعَ في ذلك، وهو عُمْدَةُ كُلِّ مُحَدِّثٍ بعدَه، وقد استدركَ عليه أبو بكر بنُ نُقْطَةَ ما فاتَه أو تجدَّدَ بعدَه في مُجلَّدٍ ضَخْمٍ، ثم ذَيَّلَ عليه منصورُ بن سَليم -بفتح السين (٣) - في مُجلَّدٍ لطيف، وكذلك أبو حامد بنُ الصابوني (٤).

وجمَعَ الذهبي (٥) في ذلك كتابًا مُختصَرًا جِدًّا اعتمدَ فيه على الضَّبْطِ


(١) المُؤتلِفُ والمُخْتلِفُ: هو ما تتّفِقُ في الخطِّ صُورَتُه، وتختَلفُ في النُّطْقِ صِيغَتُه. مِثالُه: حِزام وحَرَام. يَزيد وتزيد وبَرِيد وبُرَيْد.
(٢) عليُّ بن هبةِ الله المعروف بابنِ ماكولا، سَمِعَ الحديثَ الكثيرَ، وكان نَحويًّا وشاعرًا مجيدًا وأميرًا، قُتِل سنة (٤٧٥) وقيل بعدها. من كتبه: الإكمالُ في رَفْعِ الارتياب عن المُتشَابِه من الأسماء والكُنَى والأنسابِ. مرجعٌ مهم في بابه، خُلِّدَ به مؤلِّفُه وشُهِر (ط).
(٣) منصور بن سَليم الهَمْدَاني الإسكندراني، حافِظٌ مؤرِّخٌ (ت ٦٧٧) من كتبه: الذَّيْلُ على تذييل ابنِ نُقْطَةَ على الإكمال.
(٤) محمد بن علي بن محمود جمالُ الدين أبو حامد ابن الصابوني، وُلِدَ (٦٠٤)، وكتبَ الحديثَ ببلاد الشامِ ومِصْرَ والحجاز. وهو مُحَدِّثٌ مشهورٌ حافِظٌ، (ت ٦٨٠). له مُجلَّدٌ في المُؤتَلِفِ والمُخْتَلِف ذَيَّلَ به على ابنِ نُقْطَةَ.
(٥) محمد بن أحمدَ بن عثمان أبو عبد الله شمسُ الدين الذهبي، الدمشقي، ولد (٦٧٣) ورحل إلى مختلَفِ البلدان، وأَخَذَ عَنْ أَزْيَد مِنْ ألفٍ ومئتي نَفْسٍ بالسَّماعِ =

<<  <   >  >>