للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يُحْسِنُ مِمَّنْ يَظُنُّ أنّه يُحْسِنُ كما وَقَعَ لِكَثيرٍ مِنَ الرُّواةِ قديمًا وحديثًا". واللهُ المُوفِّق (١).

فإنْ خَفِيَ المعنى بأنْ كانَ اللفظُ مُستعمَلًا بِقِلَّةٍ احْتِيجَ إلى الكُتُبِ المُصَنَّفَة في شَرْحِ الغريب (٢).

كَكِتابِ أبي عُبيد القاسمِ بنِ سلَّام (٣) وهو غيرُ مُرَتَّبٍ، وقَدْ رتَّبهُ الشيخُ مُوَفَّقُ الدِّين بنُ قُدَامَة (٤) على الحروف، وأَجْمَعُ منه كتابُ أبي عُبَيدٍ الهَرَوي (٥)، وقد اعتنى به الحافظُ أبو موسى المَدِيني (٦)، فنَقَّبَ عليه


(١) قد استقر القولُ على مَنْع الرِّواية بالمعنى، لأنَّ الأحاديثَ قد دُوِّنَت في الدواوين، فزالتِ الحاجةُ للرُّخْصَةِ بالرِّواية على المعنى.
انظر التنبيه على ذلك في علوم الحديث: ١٩١ وشرح الألفية: ٢: ٢٠ واختصار علوم الحديث: ١٤٣ وغيرها.
(٢) أي غريب الحديث: وهو ما وَقَع في مُتُون الأحاديث من الألفاظ الغامِضَة.
وينبغي الحَذَرُ من الخَلْطِ بينه وبين الحديث الغريب، فإنَّ الحديثَ الغريب هو الذي تفرد به راويه، وقد سبق ص ٥٦.
(٣) القاسم بن سلَّام البغدادي، أبو عُبيد ولد (١٥٧)، وكان عالمًا بالحديث عارفًا بالفقه والمذاهب، رأسًا في اللغة، إمامًا في القراءات. (ت ٢٢٤) بمكة.
له: الأموال (ط)، فضائل القرآن (ط). كتابه "غريب الحديث" مهم جدًّا. قال فيه: "هو كان خُلَاصةَ عُمُري".
(٤) عبد الله بن أحمد بن محمد بن قُدَامة المَقْدِسي ثم الدمشقي، موفق الدين، ولد (٥٤١)، وبرَع في علوم زمانه، وصار المَرْجِعَ في الفقه الحَنْبلى، (ت ٦٢٠). له مؤلفات كثيرة ومتعددة في الفقه أشهرها: المُغني (ط)، والمُقْنِع (ط) و"روضة الناظرِ" في أصول الفقه (ط).
(٥) أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، أبو عُبَيد الهَرَويّ، نسبتُه إلى هَرَاة من مُدُن خُراسانَ. إمامٌ لغوي بارعٌ وأديب (ت ٤٠١).
من كتبه "كتاب الغريبَيْن" أي غريبُ القرآن وغريبُ الحديث، وهو أَولُ مَنْ جَمَعَ بينهما. وقد انتشر في الآفاق. (ط).
(٦) محمد بن أبي بكر عمر الأصفهاني، أبو موسى المَدِيني، ولد (٥٠١)، وكان شيخ زمانه إسنادًا وحِفظًا وإتقانًا، شديد التواضُع (ت ٥٨١). له تصانيفُ أَرْبَى فيها على المُتقدِّمين، منها: لطائفُ المعارف، غني بالفوائد الحديثية.

<<  <   >  >>