القِسْم الأول: تدليسُ الإسناد: وهو أنْ يَرويَ عمَّن لَقِيَه أو عاصَرَه ما لم يسمعْه منه، (مُوهِمًا أنه سَمِعَه منه)، ولا يقول في ذلك: "حدَّثَنا ولا أخبرَنا" وما أشبههما، بل يقول: "قال فلانٌ" أو "عن فلانٍ" ونحو ذلك. ثُمَّ قد يكون بينهما واحدٌ وقد يكون أكثر. مِثَالُه: الحديث الذي رواه أبو عَوانَةَ الوضّاح عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر أن النبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "فلانٌ في النار ينادي: يا حنَّانُ يا منَّان". قال أبو عَوانةَ: قلت للأعمش: سمعتَ هذا من إبراهيم؟ قال: لا، حدَّثَني به حكيم بن جُبير عنه؛ فقد دَلَّسَ الأعمشُ الحديثَ عن إبراهيم فلما استُفْسِر بيَّن الواسطةَ بينه وبينه. القسم الثاني: تدليسُ الشيوخ: وهو أن يرويَ عن شيخ حديثًا سمعه منه فيُسَمَّي الشيخَ أو يَكْنيه أو ينسُبه، أو يصفه بما لا يُعْرَفُ به كَيْلا يُعْرف. والتدليس بكل أحواله مكروه مذموم، ذمَّهُ العلماءُ والمُحدِّثون. لكنهم لم يَجْرَحوا المُدَلِّس لأنه إيهام وليس كَذِبًا. (٢) المُرسَل الخفي: هو ما رواه الراوي عمّن عاصرَه ولم يسمعْ منه ولم يَلْقَه. وهذا اختيارُ الحافظ ابن حجر. مثل رواية يونس بن عبيد عن نافع مولى ابن عمر، فإنها مُرسَلة عاصر يونس نافعًا لكن لم يَلْقَه.