للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأحسنُ أنْ يُرَتِّبَها على الأبواب لِيَسْهُلَ تَنَاوُلُها.

أو يَجمَعُه على الأطْرافِ فَيذْكُرُ طَرَفَ الحديثِ الدَّالَّ على بقيَّتهِ ويَجْمَعُ أسانيدَهُ إمَّا مُسْتَوعِبًا وإمَّا مُتَقَيِّدًا بِكُتُبٍ مَخصوصةٍ.

ومِنَ المُهِمِّ معرفةُ سَبَبِ الحديثِ (١):

وقد صنَّفَ فيه بعضُ شُيوخِ القاضي أبي يَعْلَى بنِ الفَرَّاءِ الحَنْبَلِيّ (٢) وهو أبو حَفْصٍ العُكْبَرِي (٣). وقد ذَكَرَ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ بنُ دَقِيق العِيْدِ أنَّ بعضَ أهلِ عصرِه شَرَعَ في جَمْعِ ذلك، وكأنَّه ما رأى تصنيفَ العُكْبَريِّ المذكورَ.


(١) هو سببُ وُرودِ الحديثِ، وهو ما وَرَدَ الحديثُ مُتحَدِّثًا عنه أيامَ وُقوعِه.
(٢) محمدُ بنُ الحُسَينِ بنِ محمدِ بن خَلَفٍ أبو يَعْلَى المعروفُ بابنِ الفَرَّاءِ، وُلد (٣٨٠) وبَرَعَ في حِفْظِ الحديثِ والفِقْهِ الحَنْبليّ، وإليه انتهَتْ رئاسَةُ الحنابِلَةِ (ت ٤٥٨)، مِنْ كُتُبِه: الأحكامُ السُّلْطَانيَّةُ (ط) وأحكامُ القُرآنِ.
(٣) هكذا أورده الحافظ واقتبسه منه السخاوي في فتح المغيث: ٤: ٣٦ والسيوطي في آخر التدريب: ٢: ٣٩٤ وابن حمزة الدمشقي في مطلع البيان والتعريف: ١: ٣١. لم يسموه، فأدخلوا الاحتمال الكثير في تعيينه، وبالاستقصاء الذي قام به بعض الأحبة الأفاضل، وجدنا أن أَوْلَى مَنْ يُطْلَقُ عليه هو أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان البزاز المعروف بابن أبي عمرو، من أهل عكبرا ولد (٣٢٠) وتوفي (٤١٧) هـ. فإنه ينطبق عليه قول الحافظ: "هو في المئة الخامسة". الفتح في الاستئذان (باب لا تترك النار في البيت. . .): ١١: ٦٦ ط. الخيرية. وذكر كلامًا نحو كلامه هنا بزيادة هذه الفائدة المهمة.
والعكبري هذا وثقه الخطيب في تاريخ بغداد: ١١: ٢٧٣ رقم ٦٠٤١ وذكره الذهبي في التذكرة: ٣: ١٠٧٣.
وذكر أحمد محمد شاكر -القاضي الشرعي- في شرحِهِ ألفيةَ السيوطيِّ في علم الحديث: ٢١٤ - ٢١٥ أنه "أبو حفصٍ عمرُ بنُ محمد بن رجاء العكبريُّ، وهو من تلامذة عبد الله بن أحمد بن حنبل، وله ترجمة في طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى: ٣١٩ - ٣٢٠ وتاريخ بغداد: ١١: ٢٣٩ وتوفي سنة ٣٣٩" كذا قال.
وهو غير سديد؛ فإنه لا يُمْكنُ لعمَرَ هذا أن يكونَ مِن شُيوخِ أبي يعلَى ابنِ الفرّاء؛ لأنه توفي قبلَ ولادةِ أبي يعلى والله أعلم.

<<  <   >  >>