للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَمِنْ أول مَنْ صنَّفَ في ذلك:

القاضي أبو محمد الرامَهُرْمُزِي (١) في كتابه "المُحَدِّثُ الفاصِلُ"، لكنه لم يَسْتَوعِبْ، والحاكمُ أبو عبد الله النيسابوري (٢)، لكنه لم يُهَذِّبْ ولم يُرَتِّبْ. وتلاه أبو نُعَيم الأصْبَهاني (٣) فعَمِلَ على كتابه مُسْتَخْرِجًا، وأبقى أشياءَ لِلمُتَعَقِّبِ.

ثم جاء بعدَهم الخطيبُ أبو بكر البغدادي (٤) فصَنَّفَ في قوانين الرواية


(١) هو الحسن بن عبد الرحمن بن خَلَّاد، القاضي، المتوفى نحو (٣٦٠). ورامَهُرْمُز من بلاد خوزستان. والقاضي الرامَهُرْمُزِي كان محدثَ العجم في زمانه، لغويًّا أديبًا. واسم كتابه: "المحدث الفاصل بين الراوي والواعي". وهو مطبوع، لكنه غير مُدَقَّق. وقد صرح الحافظ ابن حجر بأنه من أول التصنيف، فالعجب ممن يرى هذا الكلام الصريح ويقول: الرامهرمزي أول مَن صنف، فيَغْمِطُ بذلك جهودَ الأئمة السابقين مثل مسلم والترمذي.
انظر التوسع في تصديرنا لشرح علل الترمذي: ١٧ - ٢٥.
وقول الحافظ ابن حجر: "لم يَسْتَوعِبْ". نقول: بل أَخلَّ بأصول مهمة كثيرة من علوم الحديث، حتى نرى أنّ عِللَ الترمذي الصغير أَجْمَعُ لها منه من هذه الناحية.
(٢) هو محمد بن عبد الله ابن البَيِّع، المشهور بالحاكم المولود (٣٢١) من حفاظ الحديث الأئمة الكبار، وسيد المحدثين وإمامهم في وقته. (ت ٤٠٥). له "المستدرك على الصحيحين" (ط). والمدخل (ط).
وكتابه هو "معرفة علوم الحديث". قال فيه الحافظ: "لم يُهَذِّبْ ولم يُرَتِّبْ". أقول: لكنه مرجعٌ مهم في هذا الفن، لا يُسْتَغنى عنه.
(٣) أحمد بن عبد الله الأصْبَهاني الصوفي، أبو نعيم، ولد (٣٣٦) فقيه حافظ كبير، مُحَدِّثُ عصره ومؤرِّخُه، له مذهب في الرواية بالإجازة. (ت ٤٣٠) من كتبه: حلية الأولياء (ط). ودلائل النبوة (ط).
قوله: "فعَمِل على كتابه مُستخرِجًا" بكسر الراء، أي زاد عليه زيادات ليست فيه. شرح الشرح: ١٣٨ ولقط الدرر: ١٩.
(٤) أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، ولد (٣٩٢) مُحَدِّثٌ حافظ إمام، وفقيه شافعي وأصولي، نزل دمشق مدة طويلة، حدث فيها بكتبه، ثم رَجَعَ إلى بغداد وتوفي بها (٤٦٣). بلغت مصنفاتُه الثمانين.
وكتاباه: "الكِفَايةُ في عِلْمِ الروايةِ"، و"الجامعُ لأخلاقِ الراوي وآدابِ السامعِ" مصدران أساسيان، ولا سيما الأولُ منهما، وهما مطبوعان.

<<  <   >  >>