فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ، وَقَالَ: هَكَذَا قَيَّدَهُ بِخَطِّهِ. قَالَ: وَيُقَالُ: أَرْتَجَ البحرُ إِذا هَاجَ؛ وَقَالَ الغِتْريفيُّ: أَرْتَجَ البحرُ إِذا كَثُرَ ماؤُه فَعَمَّ كلَّ شَيْءٍ. قَالَ، وَقَالَ أَخوه: السَّنَةُ تُرْتِجُ إِذا أَطْبَقَتْ بالجدْب، وَلَمْ يَجِدِ الرَّجُلُ مَخْرَجًا، وَكَذَلِكَ إرْتاجُ الْبَحْرِ لَا يَجِدُ صَاحِبُهُ مِنْهُ مَخْرَجًا؛ وإِرْتاجُ الثَّلْجِ: دوامُه وإِطباقُه؛ وإِرتاجُ الْبَابِ، مِنْهُ. قَالَ: والخِصْبُ إِذا عمَّ الأَرض فَلَمْ يُغَادِرْ مِنْهَا شَيْئًا، فَقَدْ أَرْتَجَ؛ وأَنشد:
فِي ظُلْمَة مِنْ بَعِيدِ القَعْرِ مُرْتاجِ
وَفِي الْحَدِيثِ ذُكِرَ رَاتِجٌ، بِكَسْرِ التَّاءِ، وَهُوَ أُطُمٌ مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ كَثِيرُ الذِّكر فِي الْحَدِيثِ والمغازي.
رجج: الرَّجاجُ، بِالْفَتْحِ: الْمَهَازِيلُ مِنَ النَّاسِ والإِبل وَالْغَنَمِ؛ قَالَ القُلاخُ بنُ حَزْنٍ:
قَدْ بَكَرَتْ مَحْوَةُ بالعَجَاجِ، ... فَدَمَّرَتْ بَقِيَّةَ الرَّجاجِ
مَحوَة: اسْمُ عَلَمٍ لِرِيحِ الجَنُوب. وَالْعَجَاجُ: الْغُبَارُ. ودَمَّرَت: أَهلكت. وَنَعْجَةٌ رَجَاجَةٌ: مَهْزُولَةٌ. والإِبل رَجْراجٌ، وَنَاسٌ رَجْراجٌ: ضُعَفَاء لَا عُقُولَ لَهُمْ. الأَزهري فِي أَثناء كَلَامِهِ عَلَى هملج؛ وأَنشد:
أَعطى خَليلي نَعْجَةً هِمْلاجَا ... رَجَاجَةً، إِنَّ لَهَا رَجَاجَا
قَالَ: الرَّجاجة الضَّعِيفَةُ الَّتِي لَا نِقْيَ لَهَا؛ وَرِجَالٌ رَجَاجٌ: ضُعَفَاءُ. التَّهْذِيبُ: الرَّجاجُ الضُّعَفاءُ مِنَ النَّاسِ والإِبل؛ وأَنشد:
أَقْبَلْنَ، مِنْ نِيرٍ ومِنْ سُواجِ، ... بالقَوْمِ قَدْ مَلُّوا مِنَ الإِدْلاجِ،
يَمْشُونَ أَفْواجاً إِلى أَفْوَاجِ، ... مَشْيَ الفَرَارِيجِ مَعَ الدَّجَاجِ،
فَهُمْ رَجَاجٌ وَعَلَى رَجَاجِ
أَي ضَعُفُوا مِنَ السَّيْرِ وَضَعُفَتْ رَوَاحِلُهُمْ. ورِجْرِجَةُ النَّاسِ: الَّذِينَ لَا خَيْرَ فِيهِمْ. والرِّجْرِجةُ: شِرارُ النَّاسِ. وَفِي حَدِيثِ
الْحَسَنِ «١» أَنه ذَكَرَ يَزِيدَ بْنَ الْمُهَلَّبِ، فَقَالَ: نَصَبَ قَصَباً عَلَّقَ فِيهَا خِرَقاً، فاتَّبَعَهُ رِجْرِجةٌ مِنَ النَّاسِ
؛ شَمِرٌ: يَعْنِي رُذال النَّاسِ ورِعاعهم الَّذِينَ لَا عُقُولَ لَهُمْ؛ يُقَالُ: رِجْراجَة مِنَ النَّاسِ ورِجْرجَةٌ. الْكِلَابِيُّ: الرِّجْرِجَةُ مِنَ الْقَوْمِ: الَّذِينَ لَا عَقْلَ لَهُمْ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: النَّاسُ رَجاجٌ بَعْدَ هَذَا الشَّيْخِ
، يَعْنِي مَيْمُونَ بنَ مِهْرانَ؛ هُمْ رِعاعُ النَّاسِ وجُهَّالُهم. وَيُقَالُ للأَحمق: إِن قَلْبَكَ لكثيرُ الرَّجْرَجَةِ؛ وفلانٌ كَثِيرُ الرِّجْرِجَةِ أَي كَثِيرُ البُزاق. والرِّجْرِجَةُ: الْجَمَاعَةُ الْكَثِيرَةُ فِي الْحَرْبِ. والرَّجاجَةُ: عِرِّيسَةُ الأَسد. ورَجَّةُ الْقَوْمِ: اخْتِلَاطُ أَصواتهم، ورَجَّةُ الرَّعد: صَوْتُهُ. والرَّجُّ: التَّحْرِيكُ؛ رَجَّهُ يَرُجُّهُ رَجّاً: حَرَّكَهُ وزَلْزَلَه فارْتَجَّ، ورَجْرَجَهُ فَتَرَجْرَجَ. والرَّجُّ: تَحْرِيكُكَ شَيْئًا كَحَائِطٍ إِذا حَرَّكْتَهُ، وَمِنْهُ الرَّجْرَجَةُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا
؛ مَعْنَى رُجَّتْ: حُرِّكَتْ حَرَكَةً شَدِيدَةً وزُلْزِلَتْ. والرَجْرَجَةُ: الاضطراب.
(١). قوله [وفي حديث الحسن] أَي لما خرج يزيد ونصب رايات سوداً، وقال: أدعوكم إلى سنة عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. فقال الحسن في كلام له: نصب قصباً علق عليها خرقاً ثم اتبعه رجرجة من الناس، رعاع هباء. والرجرجة، بكسر الراءين: بقية الحوض كدرة خاثرة تترجرج. شبه بها الرذال من الأَتباع في أنهم لا يغنون عن المتبوع شيئاً كما لا تغني هي عن الشارب؛ وشبههم أيضاً بالهباء، وهو ما يسطع مما تحت سنابك الخيل. وهبا الغبار يهبو وأهبى الفرس، كذا بهامش النهاية.